على ما يبدو أنّ نتائج البريفيه التي صدرت أمس، تتسم هذه السنة بطابع مغاير لسابقاتها، والسّبب هذه المرة ليس لأنّ الطلاب علموا بنتائجهم في ساعات متأخّرة من الليل، وليس لأنّ هناك وبحسب المعلومات المتناقلة، 3 حالات لمحاولات إنتحار أقدم عليها تلاميذ أخفقوا في الإمتحانات... بل لأنّ هناك مستجدّات جديدة في الساعات الأخيرة، لا سيّما بعدما قام البعض بتحويل الموضوع إلى مناطقي بين الجنوب وبعلبك.
الفكرة بدأت بعدما تمّ الإعلان عن النتائج الرسمية للشهادة المتوسطة، والتي تقضي بإحتلال منطقة النبطية الجنوبية المرتبة الأولى بنسبة نجاح وصلت إلى ما يزيد عن 79%، عدا عن أنّ معظم الأوائل على مستوى لبنان، هم من منطقة الجنوب عمومًا.
لذلك، تلقّف البعض من الناشطين هذه الفكرة، وقرّر إطلاق النكات من باب أنّ الصعتر الذي يشتهر به أهالي منطقة الجنوب، أفضل من الكشك المعروف بتميّزه في منطقة بعلبك عن باقي مناطق لبنان، معتبرين أنّ "الزعتر أنفع للعقل من الكشك"، فيما أعلن أحدهم عن "إرتفاع سعر الزعتر الجنوبي"، بينما طالب آخر بزراعة الزعتر الجنوبي في كلّ المناطق"، وهو ما أثار جدالاً بعضه كان محتدمًا من ردود فعل وتعليقات، عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
الموضوع بدأ بنكتة طريفة ليصبح بعدها حديث العديد من الرواد البقاعيين والجنوبيين، وكان الردّ من قبل بعض الصفحات نشر نتيجة أسماء العشرة الأوائل على محافظة بعلبك الهرمل، فيما أكّد الكثيرون ومن الطرفين، أنّ الموضوع لا يتعدّى كونه مجرّد "مزحة عابرة" التي عادةً ما يُطلقها اللبنانيون على أيّ قضية تثير إهتمامهم، حيث شدّد المعنيون بهذا الأمر على إحترامهم المتبادل لبعضهم البعض، طالبين بعدم نشر الفتن، متمنين أن لا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه.
إقرأ أيضًا: بعد 40 يومًا على رحيله.. شقيق هاني طباجة يكشف تفاصيل ما حصل معهم في بحر صور
ونشير هنا إلى أنّ السيد بلال وهبي قد كتب منشورًا مؤخرًا عبر صفحته، خصّ فيه هذا الجدال الحاصل مستنكرًا إياه، وقد لاقى رواجًا واستحانًا كبيرين، حيث كتب: "( الصعتر والكشك )
لا يمكن أن تمر مناسبة فيها شيء من السرور ولذة الإنجاز حتى يطل شيطان أو شياطين في وسائل التواصل مهمتهم الأولى أن يسلبوا الناس فرحتهم ومهمتهم الثانية الإيقاع بين الجنوبيين والبقاعيين وإثارة النعرات المناطقية ، واستحضار كل ما لا يليق من النُكات . كأن الجنوبيين غير البقاعيين !!!!! كأن دم هؤلاء خالص صاف ليس فيه شيء من دم أولئك !! كأن هؤلاء من جنس وأولئك من جنس آخر!!!
كأن الله أغدق بالذكاء على أهل منطقة وبخل به ( والعياذ بالله ) على منطقة أخرى!! نعوذ بالله من هذا".
وأضاف: "إن هذا النوع من التصارع والمبارزة والتنكيت قد يصير حراما بل لعله حرام ، نظرا للنتائج المترتبة عليه .ليعلم جميعكم أن معظم البقاعيين لهم أصول جنوبية ، ومعظم الجنوبيين لهم أصول بقاعية ، بل معظم اللبنانيين من أي منطقة كانوا هم أخوة في الدم ينتمون إلى عوائل واحدة ومن شاء منكم فليراجع التاريخ.
أما عن الصعتر (الزعتر) والكشك ، فكلاهما متواجدين على موائدكم جنوبيين كنتم أم بقاعيين أم لبنانيين. وهما لا يصنعان ذكاء ولا غباء. من يَجِدُّ يَجِدْ، ومن يسعى يصل، ومن فاز اليوم قد يخفق غدا، ومن أخفق اليوم قد يفوز غدا، وتلك الأيام نداولها بين الناس. في كل مناطقنا أذكياء، وفي كل مناطقنا أغبياء في كل مناطقنا فوارس وأبطال وشجعان وأصحاب مواقف، وفي كل مناطقنا جبناء وخونة ومتزلفون ومتملقون
فصلوا على النبي يا جماعة. واخرجوا منها ولا تعودوا لمثلها إِنْ هِيَ إلا نَفْثُ شيطان".