ويعتقد محللون أتراك أن الورطة العسكرية لأردوغان في سوريا هي بمثابة استنزاف بطيء تستطيع روسيا أن تستثمره للضغط عليه ليسحب يده من سوريا.
وقام الجيش التركي الجمعة بقصف مواقع داخل الأراضي السورية، بعد الهجوم الذي طال نقطة تفتيش تركية في إدلب، وأسقط عددا من القتلى والجرحى، بينهم جنود أتراك.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية قصف مواقع النظام السوري التي اعتدت على نقطة مراقبة لها في إدلب أمس، بشكل مؤثر.
وبحسب الأناضول، قالت الوزارة في بيان الجمعة، إن وسائط الإسناد الناري الموجودة في المنطقة، قصفت بشكل مؤثر، مواقع النظام الذي هاجم نقطة المراقبة التركية رقم 10، في منطقة خفض التصعيد، عقب اعتدائه على النقطة.
وأعلنت الوزارة في بيان لها أن جنديا قتل وأصيب ثلاثة آخرون الخميس عندما تعرض موقع مراقبة بمحافظة إدلب السورية لقصف وهجوم بقذائف المورتر، كاشفة عن أن الهجوم شن من أراض تسيطر عليها قوات الحكومة السورية واصفة الهجوم بأنه متعمد.
وتخضع منطقة إدلب لاتفاق روسي-تركي ينصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل الجهادية والمقاتلة، لم يتم استكمال تنفيذه.
وتعرضت مواقع مراقبة تركية بالمنطقة لهجمات مشابهة في وقت سابق من يونيو. وعقب الهجوم السابق، رد الجيش التركي بتوجيه ضربات بأسلحة ثقيلة.
ولا تخفي أنقرة قلقها من التعاطي الروسي مع نفوذها على إدلب، وتتهم أنقرة موسكو بأنها منحازة للأسد، وهو ما أشار إليه بشكل واضح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريح له حين أكد أن روسيا “لا عذر” لها لعدم وقف الضغط على النظام السوري من أجل وقف ضرباته في شمال غرب سوريا.
وقال جاويش أوغلو في مقابلة تلفزيونية “من هم ضامنو النظام في إدلب وسوريا بشكل عام؟ روسيا وإيران. لا نقبل العذر القائل: لا يمكننا أن نجعل النظام يصغي لنا”. وأضاف “منذ البداية قلنا إننا ضامنو المعارضة. لم تحدث أي مشكلة مع المعارضة المعتدلة”.
ومنذ نهاية أبريل، تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية ريف إدلب الجنوبي ومناطق مجاورة له، ما يسفر بشكل شبه يومي عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين، وباتت قرى وبلدات شبه خالية من سكانها بعدما فروا جراء القصف العنيف.
وما يزيد من الإرباك التركي في سوريا، هو صلابة موقف واشنطن الرافض لخطط أنقرة لبناء منطقة عازلة على حدودها مع مناطق نفوذ المجموعات الكردية المدعومة أميركيا. ولم تفلح التصريحات التركية المستفزة والتصعيدية في إثناء واشنطن عن موقفها، ما جعل أنقرة تقبل في الأخير بالأمر الواقع وتسعى لاتفاق يرضي واشنطن أكثر مما يرضيها.