أربعون يومًا مضت على رحيل الشاب هاني طباجة (20 عامًا) الذي تداول الناشطون قصّته لأسابيع عبر مواقع التواصل الإجتماعي، لا سيّما وأنّه توفي غرقًا في سبيل إنقاذ حياة الآخرين، وكتب له القدر نهاية أخرى صادمة وموجعة، كنهاية كلّ الأبطال.
الأخبار والشائعات التي لازمت خبر رحيله كانت كثيرة، لكنّها ناقصة وبعضها كانت مغلوطة، لذا كان لموقع لبنان الجديد مقابلة مع شقيقه محمد طباجة، الذي كان حريصًا على كشف التفاصيل الكاملة، خصوصًا أنّه كان يرافقه في رحلته الأخيرة إلى شاطئ صور بتاريخ 19 أيار 2019.
يؤكّد طباجة أنّ شقيقه الصغير كان سباحًا ماهرًا، مضيفًا: "وهو من قام بتعليمي السباحة"، مشيرًا إلى أنّه سبق وأنقذ في السنة الماضية إمرأة من الغرق أيضًا. أمّا عن الذي حصل في اليوم المشؤوم، فيقول: "كنت أنا وهاني وبعض الأصدقاء نسبح في البحر، ليبدأ بعدها تيار البحر بالإندفاع بشكل قوي، فقرّرنا الإنسحاب جميعًا وهذا بالفعل ما حصل، لكن هاني سمع إستغاثة شاب وفتاة في العشرينات من العمر، كانا يطلبان المساعدة، ولأنّ من عادته تقديم المساعدة لمن هو بحاجة لها، سارع إلى إنقاذهما من دون أن يفكّر مرتين".
إقرأ أيضًا: قضية سارة سليمان تابع: الزوج لم يبلغ عائلتها بوفاتها وكان على خلاف مع والدها قبل ساعات من سقوطها
وتابع: "عندما اتّجه هاني نحوهما، كان الشاب قد ترك حبيبته من أجل إنقاذ نفسه، لذا عمل أخي على إنقاذ الشابة، وفي هذه الأثناء كان الشاب المرافق للفتاة ينوي الذهاب إلى الشاطئ، لكنه لم يستطع وعاد باتّجاه شقيقي، لذا عمل هاني بدوره على سحبهما معًا إلى عرض البحر لأنّ إندفاع التيار في الوسط يكون خفيفًا، هذا ما حصل أمام عيني وبعدها لم أستطع أن أرى بوضوح ماذا يجري لأنّهم كانوا قد أصبحوا على مسافة بعيدة جدًا عني، وأنا أراقبهم من الشاطئ".
وأردف: "وبحسب صديقنا الذي بقي مع أخي في البحر، كانوا جميعًا بحاجة إلى مساعدة، وانطلق أحد القوارب الصغيرة لنجدتهم، وهنا أكّد هاني لصديقنا أنّه يشعر بالتعب ولم يعد قادرًا على التحمل أكثر من ذلك. في هذه الأثناء، ساعده صديقه وأخذ الشاب والفتاة، ووصل القارب حينها وقاموا بسحب الغريقين سالمين. بعد ذلك وخلال دقائق، بحث صديقنا عن شقيقي ليجده ممددًا بلا حراك فوق سطح المياه".
وأضاف: "رأيت من بعيد بعض الأشخاص في القارب وهم يقومون بإنعاش أحدهم، اعتقدت في البداية أنّهم يساعدون أحد الغريقين، لذا قمت بالإتصال بالصليب الأحمر، ولم أكن أعلم أنني أطلبه من أجل شقيقي. نُقل بعدها إلى المستشفى ولم يفلح الأطباء بإنقاذه وأخبرونا بوفاته".
وعمّا إذا ما تواصل أيّ من الشاب أو الفتاة معهما بعد هذه الحادثة، أو قدّما واجب العزاء لهم، أكّد محمد أنّه اختفى أثرهما، مشددًا على أنّ شقيقه مات في سبيل إنقاذ شخصين وليس شخصًا واحدًا، وهما في عمر الشباب وليسا في عمر صغير أو أولاد، كما يُشاع.
ما هي نصائح الخبراء في حال تعرّض أحدهم للغرق، خاصةً مع تكرار هذه الحوادث مع بداية كل صيف في لبنان؟
ينصح كافّة الخبراء أيّ شخص يتعرّض للغرق في البحر، أن يبقي جسده إنسيابيًا حتى يطفو فوق سطح الماء، إذا كان الشخص غير قادر على النجاة أو الخروج من التيار الساحب، مشيرين إلى عدم وجوب مقاومة المياه ومصارعتها، لأنّ ذلك يؤدي إلى الغرق. وعندما يشعر الغريق بذهاب التيار، عليه السباحة نحو الشاطئ، أمّا في حال لم يستطع، عليه بلفت نظر الناس بالصراخ أو بالإشارة والتلويح.