زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، الإكليريكية البطريركية في غزير يرافقه المطران الياس نصار وأمين سر البطريرك الخوري شربل عبيد، لمناسبة اختتام دورات التنشئة للكهنة الجدد لهذا العام، حيث التقى الآباء المنشئين والآباء الجدد في حضور المطران جوزف معوض المشرف على التنشئة الكهنوتية والمونسنيور انطوان مخايل.
ووجه الراعي كلمة للكهنة، قال فيها: "كما ان النبتة إن عطشت تذبل وتيبس، هكذا هو الكاهن، إن لم يرتو من نبع العلم والثقافة واللاهوت فهو ايضا معرض لليباس. واليباس الروحي للكاهن أمر خطير، فهو ينتج من عدم عيش الحياة الروحية ورفع الصلاة والاعتراف وعدم مواكبة تعاليم الكنيسة. في هذه الحال ماذا يمكنه ان يعلم الناس؟ اي شيء يخطر بباله؟ هذا يجعل الناس يملون عظته لأنها لا تحمل اي معنى، فهي قبل كل شيء لا تحاكيه. والفكرة الأساسية من الوعظ هي التركيز على ما يريد ان يقوله الإنجيل للكاهن، قبل اي احد آخر، وهو بدوره ينقل هذه الرسالة الى الناس من خلال تحضير العظة بالأسلوب المناسب".
وأضاف: "من هنا أهمية التنشئة التي استفدتم منها من دون أدنى شك. الكنيسة بحاجة الى كهنة مثقفين ولديهم روحانية، لانه لا يمكننا الفصل ابدا بين العلم والحياة الروحية. فالحياة الروحية من دون علم لا تنفع، والعلم من دون حياة روحية يبقى ناقصا. على الكاهن أن يعلم ويعظ ويعرف الناس. تماما كالقاضي الذي نتيجة لثقافته المتخصصة في القانون وخبرته وعلمه يمكنه اطلاق الأحكام المنصفة بحق الأشخاص. هذه هي أهمية التنشئة اليوم، لا يمكننا الإتكال عليها فقط وانما علينا ايضا ان نتبع لاهوتنا. التحصيل الأكاديمي وحده لا ينفع ان لم يكن مواكبا لروحانية مميزة. فإن لم تكن المفاهيم اللاهوتية والاخلاقية واضحة عندي كذلك المفاهيم الكتابية لا يمكنني تطبيقها في حياتي. العلم لا ينتهي. ونحن بقدر ما نقرأ، نغتني، وهذا ما أكده القول الشهير: اثنان لا يشبعان، طالب العلم وطالب المال. ونحن نعير اهتمامنا للقسم الأول، اي لطالب العلم، وربنا يوفقكم في حياتكم الكهنوتية والمسيح ربنا بحاجة الى كل واحد منا".
وكان الراعي قد استقبل صباحا في الصرح البطريركي في بكركي، الممثل الرسمي لإتحاد خبراء الغرف الأوروبية لدى الجمهورية اللبنانية، المستشار الدكتور نبيل بوغنطوس، يرافقه جوزف توتنجي، في زيارة عرض فيها الزائران "المهام التي يتولاها مكتب اتحاد الغرف الأوروبية في لبنان، حيث ينقسم العمل على نطاقين، الأول يقوم على بناء علاقات تنسيق بين غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان وفي الاتحاد الأوروبي، أما النطاق الثاني، فهو الدور التنموي على كافة الصعد".
ولفت بو غنطوس الى ان "الاتحاد يتولى أمورا كثيرة بالتعاون مع البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية، من خلال المساهمة في مشاريع داخل لبنان، سيتم الإعلان عنها تباعا"، مثنيا على البيان الذي أصدره سينودس الأساقفة الموارنة وبشكل خاص مشكلة الإسكان، "فقمنا بعرض بعض الأفكار مع صاحب الغبطة، والمبنية على تجربتنا السابقة، من خلال بناء بعض الوحدات السكنية المدعومة، والتي تقوم على قروض ميسرة ، وفوائد منخفضة، وطرحنا فكرة أن تقوم المصارف بمساعدتنا في هذا المشروع، من خلال الاشراف على تنفيذ هذه المشاريع".
وختم: "لقد أكدنا لصاحب الغبطة من خلال لقاءاتنا في الاتحاد الأوروبي، أن لبنان لن يسمح له بالانهيار".