لم يعد بين الرئيس الأميركي وبين الولاية الجديدة سوى خطوة واحدة تجاه إيران أيّ ضربها وإستهدافها وتسديد ضربة لمنشأتها النووية خاصة وأن إيران قد تخطت حدود المحظور الأميركي وإستهدفت طائرة بلا طيّار أميركي ولغمت الملاحة النفطية بعبوات مدروسة الفعالية كي تخرب البواخر أو تلاعبها بنيران لا تحرق ولكنها ترسل شرراً لمن يرى في إيران ضعفاً في مواجهة أميركا في الشرق الأوسط.
لسنا هنا بمعرض الإسعراض الفارغ ونقول في إيران ما لا تتحمل عملياً تحمله نتيجة خلل فادح في ميزان القوة ولكن في مجال التوصيف لواقع الوضع المأزوم ما بين إيران وإدارة ترامب والذي وصل الى حدّ النيل مباشرة من طائرة أميركية لم تقدم على ذلك أيّ دولة من الدول التي تدّعي عداوة لأميركا سواء كانت كوريا أو روسيا أو الصين.
إقرأ أيضًا: الثوار العرب والثور الأميركي
نجحت إيران في اختيار القوّة من خلال الضعف الذي فرض عليها منطق القوّة مع أميركا وتحدي الرئيس الأميركي الذي هدّد العالم من الحلفاء والخصوم منذ وصوله الى البيت الأبيض دون أن يكون لأحد حق الرد على ترامب اذ خضع الجميع لمشيئة الرجل الذي يحكم العالم.
ترى إيران أن سعي ترامب لولاية جديدة يدفعه الى عدم المغامرة مع إيران لذا استهدفت الطائرة الأميركية بصاروخ مطمئن الى عدم الرد كما أن إيران تعلم طبيعة المخاوف التي تجتاح عواصم دول الخليج بحيث أنها مطمئة لمواقف الدول الخليجية المسيرة باتجاه الطلب من أميركا عدم الدخول في حرب مع إيران لأن الخليج أول من سيحترق بنيران الحرب.
كما أن إيران وفي ظل تزايد العقوبات عليها من كل حدب وصوب وتردي أوضاعها الإقتصادية لم تجد غير فرصة الشروع في نفخ عضلات القوّة بمنفخ الخليج بإعتبارها الحلّ الأمثل لمثل ما تتعرّض له من حرب أميركية ناعمة منذ مجيء ترامب وخروج أميركا من الإتفاق النووي بعد أن إعتادت على علاقات جيدة وغير مباشرة مع أميركا أثناء إدارة أوباما.
إقرأ أيضًا: رفعت الأسد بالقامشلي والساحل العلوي
إذن نحن أمام قراءة إيرانية تستبعد الرد في ظروف لا تخدم مصالح ترامب الإنتخابية ولكن لم يختر ببال الحرس الإيراني بأن ترامب من صنف بوش الإبن وأنه يخطو بخطوات غير مألوفة في عالم السياسة وأن الرد سيكون مفتاح ترامب لباب البيت الأبيض من خلال ولاية ثانية مرتبطة بضرب إيران وجعلها نموذجاً خاضعاً للغطرسة الأميركية حتى لا تكون عدوة للآخرين فيطلقون صواريخهم باتجاه المصالح الأميركية وبذلك تفقد أميركا هيبتها في عالم يخنع ويخضع لجبروت الولايات المتحدة الأميركية.
باتت ضربة إيران وشيكة ولا يمكن التنازل عنها إلاّ بتوسط دولي يطلب من ترامب عدم الضرب كي لا تحترق الكثير من المصالح وبالتالي العودة مجدداً الى واقع التفجيرات المتعددة الهويات والأسماء في أوروبا وغيرها.