في حين ردت طهران بشدة أمس الثلاثاء على العقوبات الأميركية بحق قادتها، مشيرةً إلى أنها "تكشف كذب واشنطن بشأن عرض المحادثات وتغلق مسار الدبلوماسية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب في ظل تصاعد حدة التوتر في المنطقة، حذر الأخير "القادة الإيرانيين من رد ساحق إذا هاجموا أي هدف أميركي".
إذ كتب ترامب قال فيها: "أي هجوم من جانب إيران على أي شيء أميركي سيقابل بقوة كبيرة ساحقة".
والجدير بالذكر هنا، أن "واشنطن فرضت عقوبات على خامنئي وكبار المسؤولين العسكريين"، وأشارت إلى أنها "ستدرج وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على قائمتها السوداء في وقت لاحق هذا الأسبوع".
وعلى خلفية ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: "في الوقت ذاته الذي تدعون فيه إلى التفاوض، تَسْعَوْن لفرض عقوبات على وزير الخارجية من الواضح أنكم تكذبون".
من جهتها، نددت روسيا بالعقوبات الأميركية الجديدة على إيران، عادّة أنها متهورة ومزعزعة للاستقرار، واتهمت واشنطن بالسعي إلى قطع سبل التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن "السلطات الأميركية يجب أن تتساءل إلى أين تقود سياستها المتهورة حيال إيران، إنها ليست فقط مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وإنما تقوض أيضاً كل النظام الأمني العالمي".
أما الصين، فسارعت إلى دعوة الأطراف المعنية إلى التهدئة وضبط النفس، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ خلال إيجاز صحافي في بكين: "نعتقد أن فرض أقصى درجات الضغط بشكل أعمى لن يساعد على حل المشكلة"، وأضاف: "تثبت الوقائع أنه كانت لهذه الإجراءات تداعيات عكسية فاقمت التوتر الإقليمي".
وبدوره، أفاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه "سيستغل اجتماعه المرتقب مع ترامب خلال قمة مجموعة العشرين المقررة في اليابان هذا الأسبوع للحضّ على حل بنّاء بهدف ضمان أمن إقليمي جماعي".
في مقابل ذلك، أكّد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون من القدس أن ترامب "ترك الباب مفتوحًا لإجراء مفاوضات حقيقية"، مضيفًا: "في المقابل، كان صمت إيران مطبقًا".
إلى ذلك، أكد السفير الأميركي لشؤون نزع السلاح روبرت وود نقلًا عن كالة "رويترز"، أن "الولايات المتحدة ستواصل حملة الضغط لأقصى حد على إيران حتى تغير سلوكها"، مضيفًا أن "بلاده ستبحث عن سبل لفرض مزيد من العقوبات"، وتابع "سنرى إن كان هناك ما يمكننا فعله بشأن العقوبات".
وتجدر الإشارة ، إلى أن "منسوب التوتر ارتفع بين الطرفين منذ انسحاب ترامب الأحادي الجانب العام الماضي من الاتفاق النووي مع إيران الذي وقعت عليه دول كبرى عام 2015، وإعادته فرض العقوبات على طهران".
علمًا أن "ترامب تحرك مذّاك لخنق اقتصاد إيران، وأدرج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، وكاد أخيرًا يأمر بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران ردًا على إسقاطها طائرة أميركية تجسسية مسيّرة، قبل أن يتراجع في اللحظة الأخيرة".
ويُشار هنا، إلى أنه وسط هذا التصعيد الأميركي - الإيراني المتبادل، أعلن ترامب أنه على "استعداد للتفاوض مع طهران من دون شروط مسبقة"، مشددًا على أن "لدى إيران في النهاية مستقبلًا استثنائيًا"، وأكد: "لا نسعى إلى النزاع"، مضيفًا أن "رد فعل إيران سيحدد إن كانت العقوبات سترفع عنها غدًا أم بعد سنوات".