- إيناس كريمة-
منذ تشكيل الحكومة حاول رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط أن يبني تحالفاً متيناً مع "القوات اللبنانية" لمواجهة التيار "الوطني الحر" داخل مجلس الوزراء، وذلك نظراً إلى أنه اعتبر نفسه رأس حربة في وجه تحالفات العهد، لكن هذا العرض الذي نقله آنذاك الوزير وائل بو فاعور الى "معراب" لم يلقَ حماساً لدى رئيس "القوات" سمير جعجع الذي رفض تشكيل حلفٍ موجّه داخل الحكومة.
لكن العلاقة بين "القوات" و"الاشتراكي" استمرّت في مسارها الإيجابي وذلك لأسباب مرتبطة بالخطاب الاستراتيجي، ولأن الطرفين يعتبران أنهما عامود أساس في مواجهة "الوطني الحر" من جهة وقوى 8آذار من جهة اخرى.
الا أن ما حصل قبل أمس، وبعد تأكيد جعجع على صلابة العلاقة مع تيار "المستقبل"، بدا لافتاً جداً خصوصاً أنّ موقفه أتى بعد الاشتباك الاعلامي عبر منصّة "تويتر" بين "المستقبل" و"الاشتراكي"، مما أشار بسهمٍ غير مباشر الى قطع الطريق امام اصرار جنبلاط على تشكيل حلف لمواجهة خصومه وتحديدا "المستقبل" و "الوطني الحر" على وجه الخصوص.
تشير مصادر مطلعة الى أن جعجع لا يرى في تحالفه مع "الاشتراكي" فائدة سياسية، على رغم الالتقاء على الخطاب العام، لكن "القوات" تعتبر، وبحسب المصادر، أن "المستقبل" يبدو الاكثر قدرة على تأمين حمايتهم خلف خط الدفاع لمواجهة الخصم الشرس الوزير جبران باسيل، حيث أن علاقة الحريري بالأخير ضمن حدود المصالح المشتركة قادرة على الحفاظ على الحد الادنى من المكتسبات السياسية لـ"القوات اللبنانية"، لا سيما وأن الحريري لا يبدو في وارد التخلّي عن علاقته بهم أقلّه على المدى المنظور.
مما لا شكّ فيه أن حسابات "القوات" لم تعد ضيّقة، بل تتجه نحو تمتين دائرة العلاقات الداخلية مع جميع الأفرقاء، ذلك أن "حكيم معراب" يدرك جيداً أنه على رغم محاولات الوزير باسيل محاصرة "القوات"، الا أن التراضي مع الحريري مكّنهم من الوصول الى المجلس بأربعة وزراء وساهم بالتصدّي لإقصائهم من ملف التعيينات وباقي الملفات الوزارية الأخرى.
هكذا إذاً تبدو التطورات الاخيرة للتحالفات السياسية في لبنان، حيث أن "القوات اللبنانية" وعلى رغم ملاقاتها لقناعات النائب وليد جنبلاط، فضّلت تحالفها مع "المستقبل" لأسباب سياسية بحتة، ما اعتبره البعض في الحزب "التقدمي الاشتراكي" خذلاناً لجنبلاط الذي طمح إلى أن يلقى الدعم من جعجع في معركته الاخيرة، لكن سرعان ما أتت النتائج على عكس التوقعات، فمكث "بيك الجبل" وحيداً في المواجهة.