سدّد مرشح المعارضة، أكرم إمام أوغلو، "ضربة صادمة" إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ ربطت بين النتيجة وبين سياسات أردوغان الاقتصادية ورفضه لخسارة مرشحه في الجولة السابقة.
ورأت وكالة "بلومبيرغ" الأميركيّة، أنّ خسارة اسطنبول هي أكبر بكثير من مسألة التخلي عن أكبر المدن التركية ومركز النفوذ الاقتصادي في البلاد، مُذكرةً بأنّ مسيرة أردوغان السياسية انطلقت عقب توليه منصب رئاسة بلدية المدينة.
وحذّرت الوكالة: "إذا كان أداء إمام أوغلو جيداً، عندئذ، قد يجد الرئيس نفسه أمام منافس المستقبلي"، في تلميح إلى إمكانية ترشحه في وجه أردوغان في انتخابات العام 2023 الرئاسية.
في مقابل ذلك، أشارت الوكالة إلى أنّ أردوغان الذي اعترف بفوز إمام أوغلو، ألمح إلى أنّ رئيس البلدية الجديد قد يواجه مشكلات قانونية، إذ تحدّث عن إمكانية محاكمته بسبب إهانته محافظ أوردو، سيدار يافوز، حيث يمكن لحكم بسجنه أن يؤدي إلى إقالته.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن سونر كاجابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى اعتباره قرار حزب "العدالة والتنمية" إعادة الانتخابات بمثابة "خطأ استراتيجي فادح".
وأوضح كاجابتاي، أنّ حملة الحزب الانتخابية كانت عبارة عن "فوضى غير معهودة"، لافتاً إلى أنّه للمرة الأولى، منذ فترة طويلة، كان "العدالة والتنمية" في ظرف سيء، ومتأخراً عن المعارضة. واعتبر كاجابتاي أنّه يتعيّن على أردوغان أن يقوم بـ"بعملية تنظيف قوية" في حكومته وأن يعيد تقييم عملية وضع السياسات للتعافي من الخسارة.
الصحيفة التي أوضحت أنّ "العدالة والتنمية" ما زال يسيطر على 25 بلدية من أصل 39 في اسطنبول ويمتلك الأغلبية في المجلس البلدي، نبّهت من أنّ هذا الواضع سيصعّب على إمام أوغلو الإيفاء بالوعود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية، لافتةً إلى أنّ هامش فوز إمام أوغلو (يقدّر بـ800 ألف صوت بالمقارنة مع 13 ألف في الجولة الأولى) يدل إلى شهية كبيرة للتغيير، في اسطنبول على الأقل، بعد 16 عاماً من حكم "العدالة والتنمية".
بدوره، أكّد موقع "المونيتور" الأميركي أنّ بعض المراقبين تخوّفوا من استخدام قضية احتيال ضد إمام أوغلو لصرف النظر عن صلاحيات رئيس البلدية المنتخب في الأشهر المقبلة أو تقييدها.
اعتبرت نتائج انتخابات اذار، "زلزالا سياسيا" بالنسبية لأردوغان الذي تولى السلطة منذ العام 2003، وتعدى الأمر خسارة إسطنبول وحسب بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، إذ خسر الحزب ثلاث مدن رئيسية أمام حزب الشعب الجمهوري، وهما العاصمة أنقرة وإزمير بالإضافة إلى إسطنبول، إلا أن الأخيرة كانت الأكثر ألما لأردوغان باعتبارها المدين التي انطلقت منها مسيرته السياسية.