رسالة سكان إسطنبول
من جانب آخر، استفاد مرشح أردوغان من تغطية إعلامية ضخمة من وسائل إعلام بات القسم الأكبر منها يخضع لنفوذ الرئيس التركي، أما إمام أوغلو بالمقابل راهن على وسائل التواصل الاجتماعي للتخاطب مع سكان إسطنبول ونجح في ذلك.
وإثر ذلك، أعرب رئيس حزب السعادة التركي، تمل قره ملا أوغلو، في تعليقه على نتيجة انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، عن احترامه لقرار الشعب، بحسب مانقلت الأناضول، وجاء ذلك في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر" قائلا: "لقد تجلت إرادة الشعب، وما علينا إلا احترام هذا القرار".
لذا تأتي رسالة سكان إسطنبول إلى أردوغان بمثابة ردا عمليا على قوله: "من يفوز بإسطنبول، يفوز بتركيا"، لتسجل الهزيمة الثانية بعد ما جرى في الانتخابات الأولى.
فخسارة إسطنبول تعد صفعة قوية لحزب أردوغان، كون المدينة "هي الوقود الاقتصادي المشغّل لماكينة حزب العدالة والتنمية"، والمحطة السياسية الأهم قبل انتخابات الرئاسة في 2023.
الحريات في عهد أردوغان
ولا يخفى على كثيرين أن الحريات في عهد أردوغان هي أحد أهم الأسباب التي دفعت سكان إسطنبول لترجيح كفة مرشح المعارضة.
فمنذ محاولة الانقلاب الفاشلة قبل أكثر من عامين، ووفقا لأرقام رسمية، حققت تركيا مع أكثر من 600 ألف شخص بتهم الإرهاب والانتماء إلى جماعة فتح الله غولن، الذي يتهمه أردوغان بتدبير المحاولة، واعتقلت منهم عشرات الآلاف.
فالانتهاكات ضد الحريات في البلاد لم تتوقف عند الصحفيين والكتاب، بل طالت كل من رفع راية معارضة أو وجه انتقادا للرئيس رجب طيب أردوغان وسياساته.
وتضع منظمة "مراسلون بلا حدود" تركيا، في المرتبة المئة والسابعة والخمسين ضمن الحريات الصحفية، بعد حملة الاعتقالات الواسعة في صفوف الصحفيين على مدار السنوات الثلاثة الماضية.
وإضافة إلى ذلك، تم رصد عشرات الوفيات داخل السجون التركية منذ يوليو 2016، حسب تقرير مراقبين مدنيين، بسبب تعرضهم لسوء المعاملة والتعذيب، وفي معظم المرات أعلنت السلطات أن الوفاة نتيجة الانتحار دون تحقيقات شفافة.