وبدوره، دعا قائد ما يعرف بمقر خاتم الأنبياء في الحرس الثوري الولايات المتحدة " التصرف بمسؤولية لحماية أرواح القوات الأمريكية من خلال تجنب سوء السلوك في المنطقة".
أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فقد اعتبر "الاعتداء الأميركي على الأجواء الإيرانية"، بداية لمرحلة جديدة من التوتر والنزاع، مطالبا المجتمع الدولي بتحول مسؤولياته تجاه هذه السياسة الأميركية.
ويبدو من الخطاب الإيراني على المستويين السياسي والعسكري أن طهران ترغب في الاستفادة الدعائية من إسقاطها للطائرة الأميركية، والظهور داخليا بأنها في حرب ضد قوى الاستكبار، بحسب الوصف الذي يحب قادة طهران إطلاقه على الولايات المتحدة.
ويراهن النظام الإيراني على التهديدات باستهداف القوات الأميركية العاملة في المنطقة بالإضافة إلى دفع الميليشيات المنتشرة في العراق ولبنان وسوريا من أجل استهداف المصالح الأميركية وربما استهداف إسرائيل بصواريخ حزب الله.
نقاط مؤقتة
وربما تكفل الدعاية الإيرانية منح مزيد من النقاط للنظام الإيراني في الجولة الحالية، مستغلا التراجع الأميركي عن الضربة العسكرية.
لكن في ذات الوقت" قد يكون ذلك الزهو لحظة تاريخية خادعة، على اعتبار أنه ورغم تراجع فرص المواجهة العسكرية الشاملة، وعدم توجيه ضربة للرد على إسقاط الطائرة الأميركية،فإن ذلك لا يشكل ضمانة لاستقرار الأمور في المستقبل" بحسب سليمان.
وقال المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك لسكاي نيوز عربية يوم السبت إن "الشعب الإيراني يرى أن ترامب كان مراعيا من الجانب الإنساني، وهذا النظام يمثل الشعب بشكل سيئ، والدليل أنه في الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، انتشر وسم (أربعون سنة من الفشل) مما يعكس مدى استياء الشعب الإيراني من النظام".
وتابع: "الشعب الإيراني سئم من استغلال هذا النظام له، واستغلاله لأموال البلاد في اليمن وسوريا ولبنان، خاصة وأن المقاتلين في حزب الله يحصلون على أموال أكثر من التي يحصل عليها أبناء الشعب نفسه، وهذا أمر يدركه الإيرانيون تماما".
فخ لطهران؟
وقد تشكل "حالة الزهو الدعائية" فخا لطهران من أجل التمادي في أفعالها الاستفزازية، وقد تجد نفسها في وقت معين متورطة في حرب لا تريدها.
ويرى سليمان أن خيار الرد وتوجيه ضربات ما زال قائما، لكن السيناريو الأقرب هو التوصل لحلول وسط فيما يتعلق بالتفاوض من خلال دخول وسطاء، كما تقوم بريطانيا حالياً، وهو موقف قريب من وجهة نظر دول المنطقة التي تريد تغييرا في السلوك الإيراني دون مواجهة عسكرية غير متوقع تداعياتها.
ويمكن اعتبار التأثير المعنوي والدعائي لإسقاط الطائرة "مؤقتا" في طهران، "فهذه الورقة محكومة بما يليها من خطوات وسيناريوهات المواجهة، على اعتبار أن حجم المشكلات والنزيف الاقتصادي هو أكبر من أية محاولة لتحقيق انتصار في محطات وبؤر خارجية ليست ذات أولوية وأهمية بالنسبة للشعب المشغول في البحث عن الفتات".