بغض النظر عن المبررات التي يسوقها حزب الله ومناصروه لتغطية وتبرير أسباب تورطهم في الحرب الدائرة في سوريا إلا أن هذه القضية بدأت تتخذ أبعادا دولية عدة حيث تصاعدت في الأيام الاخيرة التحذيرات الدولية من خطورة تورط حزب الله بهذه الحرب حيث تتخوف مجموعة كبيرة من الدول من أن تنعكس مشاركة حزب الله في سوريا سلبا على الاوضاع الامنية في لبنان وقد باتت في هذا السياق الأرضية جاهزة وحاضرة لمثل هذا الحدث الخطير .
وقال يوم أمس الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن لبنان يواجه لحظات عصيبة وتحديات خطيرة بسبب الأزمة السورية ودعى إلى الاحترام الكامل لسياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان فيما خص الازمة السورية .
وحض بان كي مون حزب الله تحديدا على عدم الانخراط في اي نشاط عسكري في لبنان وخارجه .
وفي هذا السياق ايضا اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس ان وزراء الخارجية للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي سيبحثون خلال اجتماعهم الاثنين المقبل في بروكسل الوضع السياسي في لبنان وقالت مصادر متابعة أن البحث في هذا الاجتماع سيتركز على المخاوف التي تبديها دول غربية واوروبية جراء دخول حزب الله بشكل كبير على خط الحرب الدائرة في سوريا الى جانب النظام وتتخوف هذه الدول من أن تؤدي مشاركة حزب الله في هذه الحرب الى ارتدادات سلبية على الوضع الامني في لبنان برمته أضف إلى ذلك المواقف التي أعلنتها السفيرة الاميركية في لبنان مورا كونيلي .
وترى اوساط عدة أن الخطوط الحمر للفتنة السنية الشيعية قد سقطت ولم يعد الأمر مفاجئا في حصول مثل هذه الحرب خصوصا وان حزب الله دخل على خط هذه المواجهة بشكل علني وكبير وإن جنازات التشييع في الأسبوع الماضي تؤكد التوجه الذي رسمه حزب الله وفيما يبدو هو مصرّ عليه وترى هذه الاوساط أن نفي حزب الله وايران في عدم التورط في هذه الحرب لم يعد ينفع وان القضية لم تعد محصورة بحماية القرى الشيعية على الحدود بل تحول الصدام إلى صدام بين أصوليتين وبين جهتين عقائديتين حزب الله من جهة وجبهة النصرة ومن معها من المجموعات الاصولية من جهة أخرى .
وإن التطورات الميدانية التي برزت الأسبوع الماضي أكدت حصول مواجهات عنيفة بين الطرفين سواء على الحدود السورية اللبنانية او في داخل سوريا وعمقها وإن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا استدعى استنفار عدد من الدول الاوروبية والغربية للتحذير مجددا من انخراط لبنان وحزب الله تحديدا في الحرب الدائرة في سوريا واما أن يصبخ هذا الملف في دائرة الاهتمامات الدولية فيعني ذلك مزيدا من التعقيد والتازيم سيما وأن حزب الله لا يزال وسيبقى متمسكا بموقفه القاضي بالدفاع عن النظام السوري.