كشف ممثل وزير الصحة جميل جبق محمد عياد، في افتتاح المؤتمر الصحي الأول في صيدا "لبناء المجتمعات الصحية للحد من التفاوتات الصحية للافراد ذوي الاعاقات الفكرية"، عن خطة ستقوم بها وزارة الصحة لتعزيز وزيادة عدد مراكز الرعاية الصحية الاولية في لبنان، التي ستكون الرابط والواسطه ما بين المواطن والمستشفى، معتبرا "أن هذا المشروع ضخم جدا، وجزء منه ممول من البنك الدولي بقرض ميسر بفائدة 1 %، وذلك بعد تجهيز المستشفيات الحكومية".
نظم المؤتمر "الاولمبياد الخاص اللبناني"، بالتعاون مع جمعية رعاية اليتيم في صيدا، وحضر افتتاحه ممثلة الرئيس فؤاد السنيورة نادين الترياقي، ممثل النائبة بهية الحريري الأمين العام للشبكة المدرسية في لبنان نبيل بواب، ممثل المدير العام لوزارة الشؤون الاجتماعية الدكتور حسن بديع، ممثل السفارة الكويتية عبد العزيز العومي، المدير الاقليمي لبنك البحر الابيض المتوسط مروان الهاشم، ممثل المدير العام لمؤسسات الرعاية الاجتماعية- دار الايتام الاسلامية هشام اللبان، عدنان غدار ممثلا المنطقة التربوية في الجنوب، وحشد من الشخصيات ومدراء المستشفيات في صيدا، وممثلون عن القطاعات الصحية والاجتماعية في صيدا والجنوب.
بعد النشيد الوطني، كلمة ترحيب من عريف الحفل الدكتور حسن يونس، الذي شدد على "أهمية دعم المعوقين وانجازاتهم في الحقول كافة، لا سيما في الأولمبياد الخاص وذلك على المستوى المحلي الإقليمي والدولي".
الحسيني
بدورها أشارت المدير الوطني "للاولمبياد الخاص اللبناني" هلا الحسيني إلى "أن برامجنا موجهة بالدرجة الأولى إلى الأسر والمحيط القريب من أخوة ورفاق وجيران، ثم المحيط الأبعد أي تلاميذ المدارس والشباب الجامعيين والاطباء وكل فئات المجتمع، للوصول الى مجتمع متآلف متقارب، فالحياة العصرية لو أن لها فوائد جمة، إلا أنها في الغالب متعبة وتخلق فروقات عديدة على جميع الاصعدة"، آملة في "الوصول الى عقد جماعي، لن نقول يؤسس لمستقبل صحي متكامل، ولكن أقله يكون البحصة التي تسند خابية، الامل في الاكتفاء الصحي وتأمين آخرة كريمة لمواطن لم تستطع الدولة لغاية الان، ضمان شيخوخته".
المكاوي
من جهته أشاد مدير جمعية رعاية اليتيم في صيدا الدكتور سعيد مكاوي، في كلمته، بعمل الاولمبياد الخاص اللبناني الرياضي، مؤكدا "أن تطوير العمل مع هؤلاء الاولاد هو بمثابة كنز، فإذا أحسن إعدادهم والعمل عليهم، يمكن جعلهم طاقات منتجة ومن هذا المنطلق كان تطوير العمل على الاولمبياد الخاص"، وقال: "اليوم ونحن بالمؤتمر الصحي الاول والكلام موجه لوزارة الصحة، هؤلاء الاولاد يلزمهم عمل مكثف أكثر من غيرهم، ليكونوا أفرادا فاعلين في المجتمع"، متمنيا "التوفيق لهذا المؤتمر وللاولاد المشاركين فيه".
شناوي
ولفتت مديرة برنامج "صحة اللاعب" في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ليلى شناوي، إلى "أن البرنامج هو في سنته الأولى في لبنان، وفي مدينة صيدا على وجه الخصوص، وسنكمل بدعمكم لمناطق أخرى في لبنان"، مشيرة إلى "أن مضمون البرنامج هدفه تأمين التغطية الصحية على أعلى مستوى، إضافة إلى توعية أهالي اللاعبين المشاركين في الأولمبياد الخاص وأطباء وطلاب، والمدربين واللاعبين وأصحاب الهمم"، من خلال العمل مع الشركات والمؤسسات والجامعات، لنستطيع توفير الرعاية الصحية المتكاملة".
وأوضحت "أن دورالاولبياد الخاص يكمن في تدريب أطباء ومتطوعين على كيفية التعامل مع حاجات المشاركين، من أصحاب الهمم، لأنهم كبقية المجتمع يحتاجون الاهتمام بالصحة والمتابعة" شاكرة الاوليمبياد اللبناني الخاص على العمل الرائع لتحضير الحدث والايام القادمة، وجمعية رعاية اليتيم في صيدا، وزارة الصحة والمتطوعين وجميع الأطباء والشركاء والمؤسسات على الدعم".
عياد
وقال ممثل وزير الصحة في كلمته: "إنطلاقا من كوني عملت كمدير مركز لإحدى الجمعيات التي تهتم بشؤون المعوقين، أنا اليوم كلي فخر وإعتزاز لما قدمته في العديد من السنوات من العمل الانساني لفئة لطيفة جدا، وبحاجة الى الرعاية والإنسانية واللطف معها، والعلامة الفارقة اليوم في هذا الاحتفال، هو وجود هؤلاء الاطفال الذين يعطون هذه الصبغة الانسانية والجمال على إحتفالنا اليوم ، ومن محاسن الصدف انني رياضي منذ أكثر من ثلاثين سنة، وهذا عنصر إضافي لأكون متحمسا وموجودا ومشاركا، وإنشاءالله أكون داعما عبر وزارة الصحة ووزيرها".
أضاف "الحقيقة، إذا كان هناك من يحتاج الى الدعم في لبنان، فهي الجمعيات المشابهة للتي نحن متواجدون فيها اليوم، ليلحظ لها رصيد في الموازنة العامة لهؤلاء الاطفال والمجهود والنشاطات التي تقوم بها الجمعية تجاههم، ونحن سنحاول وبكل جد، إنشاء الله لدعم هذه الجمعية وغيرها من الجمعيات في ما تحتاج اليه، وما نستطيع تقديمه في وزارة الصحة في أكثر من مجال".
ولفت الى "أن هناك مسألة مهمة: فالنشاط الذي يقام اليوم هو بناء مجتمع لتعزيز وإنشاء شريحة مهمة جدا، وهي جزء من المجتمع، المجتمعات الصحية هو عنوان مهم جدا لا بد من تكريسه والعمل على توسعة إنتشاره لتثقيف الأجيال وكل الشرائح الاجتماعية، لانه وبكل أسف، مجتمعنا يعود الى الوراء وأنا أتكلم ليس لمجرد مصطلح في الهواء، بل بناء على دراسات إجتماعية ونفسية تعنى بالشباب، وتقول: إذا ما تم إعادة بناءالمجتمع وهيكلته من جديد عبر جمعيات مماثلة للجمعية الموجودون فيها هنا، فإن المجتمع يرجع الى الوراء بسبب ضعف التثقيف وفي التوجيه التثقيفي، ففي بعض الأحيان، هناك مشكلة في التوجيه والتثقيف الرياضي ".
وقال " نحن في وزارة الصحة، إضافة لما يسمع ويقال في موضوع ملفات الدواء والمستشفيات، والكرنتينا والاسعار ومكافحة الفساد، هناك موضوعان أساسيان لعله في السابق لم يكونا ضمن الاهتمام، والمطلوب هو موضوع دعم ومساعدة جميع الجمعيات الرياضية والجمعيات التي تعنى بهذا الموضوع فيما خص صحة الانسان والتثقيف الرياضي - الصحي والثقيف الصحي - البيئي وسلامة الغذاء، وهناك حملات متعددة نعمل الان على تجهيز الفرق الخاصة، لتقوم بها فيما خص موضوع صحة الانسان، لأنه عندما تكون صحة الانسان والمجتمع بخير، فالوطن كله بخير".
وعن كيفية إستفادة المواطن من وزارة الصحة أكد عياد "أن هناك موقع اليكتروني، لعل 90 بالمئة من الشعب اللبناني لا يدخل إليه، ولا يعرف ما بداخله، الان تم تنشيط هذا الموقع بخدمات وبامكانيات جيدة جدا، لمساعدة المواطن، بدل أن ينزل الى بيروت لكي يقوم باجراء بسيط، يستطيع عبر الموقع أن يستفيد من هذه الخدمات والشروط المقدمة"، أضاف: "موضوع عملية التطبيق مهم جدا، وسيبدأ العمل بها قريبا بعد تجهيز الالية مع المستشفيات التي تقوم على كشف الاسرة الممكنه في المستشفيات، ضمن نطاق جغرافي معين، هناك سرير على نفقة الوزارة ومباشرة عبر الدخول الى هذا التطبيق، لكي يتم معرفة المستشفى والتوجه اليها مباشرة من دون حاجة للاتصال بالوزارة او الطبيب او بجهة سياسية، وهذا إنجاز مهم جدا لمصلحة الناس، فيما لو تم تطبيقه بالشكل الصحيح مع المستشفيات".
وتطرق عياد لملف الدواء فقال: "كما تسمعون حوالي 3200 دواء 1600، بدأ تخفيض أسعارها و 1600 يتم تخفيض الاسعار لها، أما فيما خص المراكز الصحية، هناك خطة متخصصة لتعزيز وزيادة عدد مراكز الرعاية الصحية الاولية التي ستكون الرابط والواسطه، ما بين المواطن والمستشفى، حيث يتم دخول المريض بكلفة زهيدة جدا واجراء معاينات وصور، ومن ثم تحويله للمستشفى، وهذا مشروع يعتبر ضخم جدا وجزء منه ممول من البنك الدولي بقرض ميسر بفائدة 1 % فقط بعد تجهيز المستشفيات الحكومية".
وتخلل المؤتمر، توقيع عريضة من قبل المشتركين والإعلاميين، للتعهد بعدم إستعمال ونشر عبارات قد تمس بذوي الحاجات الخاصة عند الإشارة إليهم، وجرى في الختام، تقديم دروع تكريمية لعياد ومكاوي وشناوي،الذين جالوا بعدها والحضور على الاجنحة والعيادات الطبية للجمعيات المشاركة في المؤتمر، التي ستجري فيها عملية الكشف الصحي المخصصة، في اليوم الثاني من المؤتمر.
تجدر الإشارة الى أن المؤتمر، بدأ يومه الأول بورش توعوية صحية، لذوي اللاعبين والأشخاص ذوي الاعاقة الفكرية المندمجين في المجتمع، ويستكمل في اليوم الثاني، بكشف صحي شامل يبدأ من العاشرة صباحا وحتى الثانية ظهرا، ويختتم في اليوم الثالث، بحفل ترفيهي تكريمي للمشاركين واللاعبين