ارتباك أميركي حول طبيعة الردّ
وافق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم أمس، على توجيه ضربات عسكريّة لـِ إيران ردًّا على إسقاط طائرة أميركيّة مُسيّرة، لكنّه تراجع عن ذلك قبل العمليّة في الدقائق الأخيرة، بعد المشاورات المُكثّفة التي أجراها ترامب مع كبار مُستشاريه وأعضاء بارزين في الكونغرس في البيت الأبيض.
جاء هذا القرار بعد أسابيع من تصاعد التوتّرات بين الولايات المتّحدة وإيران والتي بلغت ذروتها أوّل من أمس، بعد إسقط طائرة أميركيّة مُسيّرة بصاروخ فوق المياه الدوليّة، حيثُ تُعدّ الواقعة هي الأحدث في سلسلة وقائع شهدتها المنطقة، بما في ذلك هجمات بمتفّجرات إستهدفت 6 ناقلات نفط، وسط مخاوف من إندلاع صراع أوسع بالشرق الأوسط.
وكانت العمليّة تَسير بشكلٍ جيّدٍ حيثُ أقلعت الطائرات واتخذت البوارج الحربيّة مواقعها عندما قرّر ترامب إلغاءها قبل إطلاق أي قذيفة.
وأبلغ مسؤول عسكري بريطاني صحيفة فاينانشال تايمز البريطانيّة، أنّه تمّ إطلاع قادة الجيش البريطاني على خطط لِضربة أميركيّة ضدّ أهداف إيرانيّة خلال اللّيل، إلّا أنّه تمّ الإبلاغ عن قرار إيقاف الضربة في تمام السّاعة 03:00 بتوقيت المملكة المُتّحدة.
وصحيفة نيويورك تايمز الأميركيّة، هي أوّل من أعلن أنّ ترامب وافق على شنّ هجمات على أهداف مثل الرادار الإيراني ومنشآت الصواريخ وكانت الطائرات الأميركيّة في طريقها عندما تمّ التراجع عن القرار.
ويَحرصُ ترامب خلال حملته، إلى عزل طهران بسبب برنامجها النووي وبرنامجها الخاصّ بالصواريخ البالستيّة، ودورها التخريبي في المنطقة.
وعبّر البعض عن قلقهم من أن يكون جون بولتون، مستشار الأمن القومي المُتشدّد، هو الذي يحثّ ترامب على ضرب إيران، إلّا أنّ الرئيس الأميركي قد نفى هذا الموضوع.
وفي هذا السياق، قال الجنرال جوزيف غاستيلا، قائد سلاح الجوّ في الشرق الأوسط، إنّ "الطائرة كانت تحلّق على إرتفاع 34 كلم من أقرب نقطة على الساحل الإيراني".
وأصدرالبنتاغون، يوم أمس الخميس، صورة قال إنّها لِمسار رحلة الطائرة المُسيّرة التي أسقطتها إيران دون أن تُقدّم شرحًا مُفصّلًا للصورة، في محاولة لإثبات أنّها لم تدخل المجال الجوّي الإيراني.
ووصف ترامب حادثة إسقاط الطائرة بـِ "الخطأ الفادح"، مُشيرًا إلى أنّ لدى واشنطن براهين عدّة تُثبت أن الطائرة كانت تحلّقُ فوق المياه الدوليّة.
ورجّح ترامب أن يكون جنرالًا أوّ شخصًا ما ارتكب خطأ بإسقاطه الطائرة. لحسن الحظ لم تكن الطائرة المُسيّرة مُسلّحة ولم تكن مأهولة وكانت تحلق فوق المياه الدولية بوضوح، لكن الأمر كان سيختلف كثيرًا لو أن الطائرة كانت مأهولة".
ويُمكن لِمنظومة "ثاد" التي تملكها الولايات المتّحدة، إعتراض الصواريخ البالستيّة والمتوسّطة، في مقابل ذلك، لدى إيران منظومة للدفاع الجوي "باور 373"، وهي نظام مضاد للصواريخ مصنوعة في إيران.
وتتربّع الولايات المتّحدة في صدارة دول العالم في الإنفاق العسكري، بميزانيّة دفاع 714 مليار دولار، أمّا إيران فتأي في المرتبة 14 عالميًّا بميزانيّة دفاع تتراوح بـِ ستة مليارات دولار.