يمتلك قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع قدراً كافياً من الرجاء بقيام فخامة رئيس الجمهورية الجنرال عون بأبسط واجباته الرئاسية، وفي مقدمتها حماية الدستور والمحافظة على الكيان والنظام، ورعاية قيام المؤسسات الدستورية والحكومية بمهامها على أكمل وجه، ومن ثمّ لعب دور القائد الذي لا تفوته شاردة أو واردة من شؤون الحكم، ولعلّ أبسط ممّا ورد أعلاه، هو ضبط سلوك صهره الوزير جبران باسيل الذي يتصرّف هذه الأيام، كما قبلها، كالحاكم بأمره، فلا تسقط شعرة من مفرق الرئيس ومرؤوسيه إلاّ بأمره وتوجيهاته ورضاه.
نحسُد قائد القوات اللبنانية لايمانه المُتجدّد بهذا العهد، فيوفد المرّة تلو الأخرى الوزير السابق ملحم رياشي إلى بعبدا، لِلَفت نظر الرئيس عون لبعض الأمور التي ربما سها عنها أو تغافل، أو في أحسن الأحوال اشتبهت عليه، أو خفيت عنه.
إقرأ أيضًا: يُمنع دخول الكلاب والسّود، يُمنع بيع وتأجير المسلمين
كانت آخر رسالة من الدكتور جعجع لفخامة الرئيس منذ يومين، وهي تُهيب بالرئيس أن يتنبّه لمخاطر الوضع الإقليمي المتفجر، والعمل على تجنيب لبنان ويلات أيّة حرب ممكن أن تندلع، وإذ يعلم المُرسِل جعجع والمُرسَل إليه الرئيس عون أنّ هذا الأمر خارجٌ عن كلّ يدٍ أو ارادة، وأنّه بيد من بيدهم الحلُّ والعقد، لتنتقل الرسالة إلى ما هو مُستطاع وسهل المنال، وهو اعتماد آلية عمل شفافة في التعيينات الأمنية والإدارية الجديدة، إلاّ أنّ هذا الأمرُ، وكما يعلم القاصي والداني، ويُفترض بالدكتور جعجع أن يكون أول العارفين، هو بيد الوزير باسيل المُتوثّب دائماً لحصد المناصب ومواقع النفوذ، ومفاتيج إدارة الصفقات والمنافع.
يرغب المواطن اللبناني الصابر أن يهمس في أذن قائد القوات اللبنانية ما قاله الشاعر ذات يوم:
لقد أسمعت لو ناديت حيّاً
ولكن لا حياة لمن تنادي.