بشرشف أبيض لُفّ، تحت جسر بلدة تفاحتا رمي، غافيًا كالملائكة، وكأنه لا يعلم ما سيواجهه في هذه الحياة القاسية، هو الطفل الذي عثر عليه أمس الإثنين ليكون ضحية جديدة تضم إلى لائحة "اللقطاء".
وفي التفاصيل، "فقد عثر السوري (أيمن خ) على طفل حديث الولادة بصحة جيدة ملقى الى جانب جدار تحت جسر بلدة تفاحتا في منطقة الزهراني وقام بتسليمه إلى أحد علماء الدين في المنطقة الذي أبلغ بدوره القوى الأمنية.
وبناءً على إشارة النيابة العامة الإستئنافية في الجنوب أودع الطفل مستشفى علاء الدين في الصرفند، كما ألقي القبض على الشخص الذي رمى بالطفل بعد أن تم التعرف عليه من قبل القوى الأمنية وهو الآن موقوف في مخفر زفتا قضاء النبطية".
إقرأ أيضًا: إيلّا طنوس: بعد مرور أربع سنوات على بتر أطرافها.. هل يأخذ القانون مجراه؟!
إذًا، في الآونة الأخيرة بتنا نسمع كثيراً عن أطفال الكرتونة، فمنذ بداية السنة إلى اليوم عثر على حوالي خمسة أطفال لقطاء منهم طفل موضوع داخل كرتونة في منطقة انطلياس على الرصيف مقابل جمعية رسالة حياة، وقبلها عثر على رضيع متوفي مرمي في كيس النفايات، وعلى رضيع آخر مرمي بالقرب من حاوية للنفايات، على أوتوستراد المنية – الضنية.
وعلى رغم أنّ القوى الأمنية تفتح تحقيقًا بعد إبلاغها بإيجاد الأطفال المرميين على الطرق أو في حاويات النفايات، فغالبًا ما لا تصل إلى أي خيوط واضحة حول هوية العائلة، والأسباب التي دفعت بهم إلى التخلّص منه، وهنا يأتي دور المؤسسات الدينية أو الجمعيات الخيرية لإحتضانه ونقله إلى ميتم لينضم إلى آخرين كثر حُكم عليهم بأن يكبروا من دون أم أو أب يكون سندًا لهم.
وعليه، ليس أطفال الكرتونة هم العار كما ينظر إليهم البعض، بل من هانت عليه أن يرمي ثمرة شهوته للحظات ليعذب إنسانًا مدى الحياة.. وكم ينطبق هذا المثل على هؤلاء: الأباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون!