يتجّه الوضع اللبناني هذا الأسبوع الى مزيد من الغوص في الشؤون الداخلية، حيث يُنتظر أن يُفتح ملف التعيينات الإدارية على وقع استمرار مناقشة مشروع قانون الموازنة لسنة 2019 في اللجنة النيابية المختصة، فيما سيغيب ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية عن الاهتمام قليلًا، وربما لأيام، نتيجة تأجيل الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل ديفيد ساترفيلد عودته إلى بيروت التي كانت منتظرة اليوم الإثنين، ليتصاعد الاهتمام بملف النازحين مع وصول موفد رئاسي روسي إلى بيروت غدًا، ناقلًا دعوة للبنان إلى مؤتمر "أستانا" المقبل.
إذ أفادت صحيفة "اللواء" نقلًا عن مصادر رسمية متعددة متابعة لمهمة ساترفيلد أنه "أجّل زيارته إلى موعد لاحق لإجراء مزيد من الإتصالات مع مسؤولي الكيان الإسرائيلي لم تعرف طبيعتها بدقة لكنها تتعلق بأمور لوجستية وتقنية وبكيفية صياغة الأفكار والمقترحات التي يتقدم بها الجانبان".
وفي السياق ذاته، أشارت مصادر معنية بملف الحدود نقلًا عن صحيفة "الجمهورية"، إلى أنّ "رئاسة مجلس النواب تلقّت السبت الفائت اتصالًا هاتفيًا أميركيًا يطلب تأجيل موعد اللقاء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وساترفيلد، الذي كان مقررًا اليوم في عين التينة إلى موعد لاحق"، ولفتت إلى أنّ "هذا التطور المستجد لا يوحي بأنّ هناك سلبيات طرأت على مهمة ساترفيلد، بل انّ الأميركيين اقترحوا التأجيل، وهذا معناه أنّ الوسيط الأميركي سيصل إلى بيروت في وقت لاحق".
لكن مصادر أُخرى قالت، إنّ "تأجيل ساترفيلد عودته سببه عدم تحقيقه أي جديد في مهمته إلى اسرائيل، والتي هدفت إلى الحصول على أجوبة واضحة حول آلية المفاوضات وعلى جواب نهائي على إصرار لبنان على التزامن بين الترسيم البحري والبري".
في مقابل ذلك، اوضحت صحيفة "اللواء" أن "لا تعقيدات بالمعنى الحرفي للكلمة أمام مهمة ساترفيلد، وخاصة حول موضوعي مهلة المفاوضات وتزامن تحديد الحدود البحرية والبرية، لكن الأمور بحاجة إلى اتفاق على صياغة بنود المفاوضات قبل أن تبدأ".
ومن جهته، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري ردًا على سؤال حول مستجدات ملف الحدود البرية والبحرية، إنّه "ينتظر ما سيحمله ساترفيلد من اسرائيل، وفي ضوء ذلك يُبنى على الشيء مقتضاه".