ساحة فارغة قاحلة ممتلئة بالرمال الصحراوية تتعطش الى كوب ماء لتروي الأرض الطيبة ، كل شيء ينهار ويعود الى الوراء وياليته يعود الى الوراء ،حيث كانت الأشجار مزروعة بين خطوة وأخرى ، حيث كان الأنسان يتنفس رائحة معطرة رائحة شجر البيلسان وشجر الصنوبر وروائح تزهو في الجسد ، غير الأماكن والأبنية البسيطة والمناظر الخلابة التي تملأ العيون بمساحة كبيرة من المدى غير الجمال الساحر الذي يولد بين الأمل والفرح ،وبراءة القلوب الطاهرة التي كانت تعتالها الرحمة والرأفة واليد الطيبة التي تمد يد العون لغيرها هذا هو الماضي المصلوب الذي يحترم نفسه مع ميثاق الحياة التي بدأت تستقبل الحاضر شيئا فشيئا حتى بدأت مباراة الحروب وطغت على شغف البشر وقتلت بشر كان يغتالهم النسيم الطلق حتى شردت عائلات وأيتمت أطفال ودمرت بلدانا كثيرة جعلتها رمادا حتى انتشر الوباء وأصبح الدواء قتل البشر وبات الطعام جلد الجسد وبات الماء هو سفك الدماء فوق أراض كانت تسكنها الطهارة والبراءة فحطمت الحروب ما لم يحطمه الله ، وما زلنا حتى الآن نستقبل الأيام بأيد مفتوحة وقد بات اليوم التطور من أجمل الأشياء وبات بناء الأبنية الشاهقة ودفن المساحات بطرقات جديدة وبناء المقاهي والملاهي الليلية بدلا من زراعة الشجر والبساتين وبات كل ذلك على حساب أرواحنا وحياتنا لافساح المجال لمساحات أكبر للسيارات ووسائل النقل ،فكنا نتذكر المقولة الشهيرة إزرع ولا تقطع ، وأصبحنا نحن البشر من أشد الأعداء للطبيعة فضلا عن عدائنا لبعضنا البعض حيث لم يعد الجار لجاره لم يعد يقول له كلمة صباح الخير.
فهل هذه هي الحضارة والجمال؟ هل التكنولوجية تستطيع أن تصنع لنا الحب بين القلوب المهترئة ؟
هل كثرة الأبنية الشاهقة تزرع بسمة أمل على وجه طفل يتيم ؟ فهل يتحسن العالم ؟
يذكر أن معهد عصام فارس للشؤون الدولية والسياسات العامة دعى للاستماع الى محاضرة باللغة الانكليزية لـ جان ايغلند في قاعة المحاضرات ب1 في مبنى كولدج هول اليوم الساعة السادسة مساء.