أكّد عضو اللجنة المركزية لـ"حركة فتح" والمشرف العام على الساحة اللبنانية الوزير عزام الاحمد، بعد زيارة قام بها لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الحكومي، أنه "تم التأكيد مجددًا على الموقف الفلسطيني اللبناني المشترك برفض صفقة القرن، مهما اتخذت من تسميات، فلا يمكن أن يقبل لبنان وفلسطين بأقل من مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت، والتي أكدت على إقامة دولة فلسطينية مستقلة بعد إنهاء الاحتلال، والقدس الشرقية عاصمتها، وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194 بحق العودة والتعويض"، مشيرًا إلى أن "هذا موقف ثابت للبنان وفلسطين، وأي تطبيع للعلاقات العربية الفلسطينية مرفوض تمامًا، قبل أن يتم تنفيذ مبادرة السلام العربية التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من قرارات الشرعية الدولية وخطة خارطة الطريق. فهذا ما قرره المجتمع الدولي".
ولفت إلى أن "الالتفاف الأميركي الجديد محاولة لخلط الأوراق، أمام الفشل المتلاحق للإدارة الأميركية منذ سنة ونصف في سعيها لتبرير صفقة القرن بشكل رسمي، لكنها نفذت على الأرض الجزء الأهم من خارطة الطريق حول القدس وحول موقفها من اللاجئين، عبر الأونروا، ليس فقط من زاوية مادية، وإنما أيضًا من زاوية سياسية. ونرفض تعريف اللاجئ بأنه كل فلسطيني هُجّر من وطنيه، وأحفاده وأحفاد أحفاده، ومن حقهم أن يحظوا برعاية هذه المنظمة الدولية في الدول التي لجأوا إليها. والاتحاد الأوروبي رفض هذا التعريف وقام بتعويض الأونروا عما حسمته الإدارة الأميركية من تقديمات لها".
وأضاف "أننا تطرقنا إلى ورشة عمل المنامة في البحرين المقترح عقدها، وأصر على عبارة مقترح، لأن الكثير من المدعوين لم تصلهم الدعوة حتى الآن، فهم يعرفون أننا كفلسطينيين لن نشارك، لا كقطاع خاص أو مجتمع مدني، ولا كقيادة فلسطينية. ولبنان أعلن مرارًا وتكرارًا مقاطعته، وهذا ما أكده لنا رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اليوم"، مشددًا على "أننا كقيادة فلسطينية نعمل وسنبقى نعمل لمنع إقامة هذه الورشة. وإذا لم ننجح في منع انعقادها، فإنها ولدت ميتة ولن تنجح. فمجرد مقاطعة لبنان وفلسطين لها تشكل 90 بالمئة من إفراغها من مضمونها".
ونوّه بأن "الحريري أعرب عن ارتياحه للحوار الجاري بين الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، والتقدم الذي حصل حتى الآن. وعبّر عن ارتياحه الشديد للأمن والهدوء والاستقرار في المخيمات الفلسطينية، ولا سيما مخيم عين الحلوة، نظرًا لحجمه وطبيعته. كذلك عبّر عن تقديره لشجاعة الشاب الفلسطيني صابر مراد، الذي تصدى للإرهاب في طرابلس وافتدى أشقاءه اللبنانيين بحياته، كتعبير وتجسيد للوحدة والتلاحم الفلسطيني اللبناني. الفلسطيني يضحي من أجل اللبناني، والشعب اللبناني من جهته قدم التضحيات حتى قبل قيام دولة إسرائيل لمنع قيادة إسرائيل، فشارك لبنان واحتضن الثورة الفلسطينية، ولولا احتضان لبنان لها لما استمرت".