أكد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار خلال لقائه وفد من اللقاء التشاوري لملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار وشبكة الأمان للسلم الأهلي أن "جولتكم في مدينة مثل طرابلس ومحافظة مثل الشمال تدل على عمق الترابط بين ابناء المجتمع، وأنا عندي أمل كبير ان يكون اللبنانيون يوما عائلة واحدة نسميها لبنان، كل المناطق والطوائف والثقافات والأحزاب ينبغي ان تصب في مصلحة واحدة إسمها مصلحة الوطن الذي يحتضننا جميعا".
وأوضح الشعار أن "لبنان بلد أكثر من مميز، إن له فرادة وتألقا، والكلام الذي اشار إليه قداسة البابا ذات يوم أن لبنان ليس فقط وطنا، وإنما وطن ورسالة، هذا عطاء وإعلام بأننا يمكن ان نمثل حجر الأساس، ليس فقط بالنسبة الى السلم الأهلي ولكن السلم العالمي. ذهب اللبنانيون إلى الطائف وكانوا عشرين طائفة، وعادوا طائفة واحدة، وهذه الطائفة التي تتمثل بهذا الدستور إسمها لبنان".
ولفت الى أنه "ينبغي ان نمارس ثقافتنا وتربيتنا وفهمنا الديني. وأنا أترجم اليوم ما يدور في أذهانكم وثقافاتكم، نحن كلنا نعود إلى اصل واحد في النشأة، وقد ورد في القرآن الكريم (يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) إذن نحن نعود إلى اصل واحد، وكلمة تعارفوا في اللغة العربية هي صيغة مفاعلة، يعني ان كل واحد منا يجب ان يتقدم خطوة نحو الآخر ليتعارفا، إذن المسألة تتطلب جرأة أدبية وشعورا واندفاعا مع الآخر".
وشدد على أنه "عندنا أصول مشتركة في قيمنا الدينية، ونعتبر أن كل الرسالات السماوية تتكامل، فكل رسالة جاءت لتكمل ما قبلها، ومجموع هذه الرسالات هو الدين الذي انزله الله تعالى على انبيائه ورسله. نحن قيمنا واحدة ومشتركة وبيننا قواسم مشتركة".
وأشار الى أنه "يجمعنا وطن واحد، وأعتقد ان اللبنانيين على العموم عندهم تألق في موضوع الفكر والثقافة، والانفتاح على الآخر، وهذا لا يجوز ان يبقى نظريا، فسلوك الإنسان هو الصورة الحقيقية لثقافته وتربيته وفهم الدين تجاه الآخر، ويخطىء من يعامل الآخر بثقافته هو".
وأكد الشعار أنه "نحن في لبنان ينبغي ان نحافظ على هذا الوطن، وفرصة لنا بهذا التعدد، وليس هناك من سني اختلف مع شيعي في قضية دينية. القصة من 1400 سنة هل اليوم انتبهنا؟ لا، هذا خداع، ولكن هناك استخدام للعاطفة الدينية والمعتقد الديني والشعائر الدينية من اجل تفجير الأحقاد، وهذا لا يليق على الإطلاق. نحن قوم ينبغي ان نبرهن عن رقينا وتحضرنا، نحن مميزون ليس فقط في بيوتنا وفي اناقتنا، بل في اخلاقنا وروحنا الوطنية، وهذا امر في غاية الأهمية".
وشكر الحضور واعتبر زيارتهم "ترجمة حقيقية للعاطفة التي آلمت جميع اللبنانيين، وقد إستقبلت في الأيام الماضية الكثير من المسؤولين وكنت اركز على امر أساسي معهم، أنه لا يكفي ان اقول لا إرهاب في طرابلس، فالكل يعلم ذلك، نحن ينبغي ان ننتقل إلى خطوة امامية ونقول ما هي الأسباب التي أدت إلى ان يمارس هؤلاء الشبان الإرهاب وان يضحوا بحياتهم؟ هناك حرمان وظلم وفقر وضغط، والدولة مسؤولة، ويجب ان تفكر في هذا، والمريض يحال على المستشفى للعلاج، وحتى المتطرفون الذين لديهم تطرف فكري الدولة هي المسؤولة عنهم، ومؤتمنة عليهم لإعادة تأهيلهم من أجل تنشئتهم من جديد وصقلهم وتوعيتهم".