بتنا والحمد لله، الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه، بين "شاقوفين": شاقوف رئيس الحكومة سعد الحريري، مُؤدّب ومهذّب زيادة عن اللزوم، حتى بات اللبنانيون في حيرةٍ من أمرهم بشأنه، هل يريد فعلاً مصلحة البلد وخيره أم يريد مصلحته الشخصية، مصلحته فقط، وشاقوف الوزير جبران باسيل، الذي" أكل البيضة وقشرتها" على حد تعبير كاتب سعودي، ولا يكتفي بذلك، بل صار بارعاً في "سوء" الأدب والتهذيب بحقّ "شركائه" في نهب ممتلكات الدولة ومالها، فبعد تهجّمه الصارخ على رئيس مجلس النواب قبل مدّة، واتهامه له بـ "البلطجة"، يقوم بعدها بزيارة وُدّ ومحبة واحترام وتعاون له، ضارباً صفحاً عمّا حصل، وبعد تهجمه على رئيس الحكومة وأهل السنّة جميعاً منذ أيام في البقاع، إذ به يوفد وفداً من تياره لدار الفتوى لتقديم الايضاحات والتبريرات وطلب التبريكات، وكل هذا بعد اتهامات الوزير باسيل لجموع اللبنانيين بـ "قلّة فهم" ما يقوله ويعنيه ويُضمره، أو بالتحريف المُضلّل.
إقرأ أيضًا: أطباء لبنان.. وداوني بالتي كانت هي الدّاءُ
وبعدُ، البلد في أزمة محتدمة على كافة المستويات، لعلّ واجهتها الأزمة المالية، والاحتقانات المتعددة، المتقاعدون العسكريون، القضاء مُعطّل، الجامعة اللبنانية مقفلة والعام الدراسي في مهبّ الريح، ومع ذلك، لا الوزير باسيل يتوقف عن ضخّ التفاهات والتّخرُّصات وبثّ العنصرية والكراهية في المجتمع اللبناني الذي بات مُنهكاً، ولا رئيس الحكومة يبدو جادّاً في تصحيح أوضاع حكومته، وإعادة الهيبة لصلاحيات الرئاسة، ومعالجة العوارض الجانبية للتّسوية الرئاسية، والتي أضحت مرضاً عضالاً يفتك بالنظام والدولة بفضل انتفاخ الأدوار المتعددة التي ينخرط بها صهر الرئيس عون من جهة، وما يقوم به رئيس الحكومة سعد الحريري من إطلاق الوعود التي لا يستطيع الوفاء بجزءٍ يسيرٍ منها، ويُعلّل المواطنين بحُسن علاقته مع رئيس الجمهورية، في حين تبقى يد الوزير باسيل حُرّة طليقة.
لعلّ حال المواطن مع هذين "الشاقوفين" كحال ذاك الحكيم الذي نظر إلى مُعلّمٍ رديئ الكتابة فقال له: لمَ لا تُعلّم المصارعة؟ فقال: لا أُحسنها، فقال له: هو ذا أنت تُعلّم الكتابة ولا تُحسنها.