سجلت محكمة الأحوال الشخصية في "الكرخ" العراقية، أول من أمس الأحد، أغلى عقد مؤخر زواج في تاريخ العراق وقدره 5 مليار دينار.
وجاء في عقد الزواج الصادر عن المحكمة، أنه "بعد التثبيت من هوية المتقدين ووقع الإيجاب والقبول منهما فقد تم عقد الزواج بينهما على مهر معجله 3 مليار دينار، مقبوض ومؤجله 5 مليار دينار باق بذمة الزوج عند المطالبة والميسرة"، أي ما يعادل 6,734,828.212 دولار أميركي.
وقد أثارت هذه الوثيقة جدلًا واسعًا بالشارع العراقي خصوصًا والعالم العربي عمومًا، علمًا أنها لم تكن هذه المرة الأولى التي يشهد فيها العراق هذه الأرقام في المهور، فمنذ أشهر قليلة مضت سجل العراق أعلى مهر في محافظة البصرة وقد وصل إلى 300 مليون دينار مقبوضة و 100 مليون دينار مؤخر حين الميسرة من الزوج في ذمته.
وبالعودة إلى القرآن الكريم فكلمة "مهر" لم تُستعمل في الآيات القرآنية الشريفة وإنما جاءت بعناوين أخرى، منها:
الصداق، في قوله تعالى: ﴿وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا﴾.
الأجر، في قوله تعالى: ﴿فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً﴾.
الفريضة، في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ﴾.
كما استفاضت الروايات عند الشيعة وأهل السنة أن مهر زوجات النبي ومهر ابنته السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بلغ اثنتي عشر ونصف (12.5) أوقية من الفضة أي ما يعادل أو يقارب خمسمائة درهم.
وفي هذا الصدد، أجرى موقع "لبنان الجديد" اتصالًا هاتفيًا مع المكتب الشرعي لسماحة السيد علي السيستاني في لبنان، الذي أوضح: إن "الشرع يقول أنه من المستحب تقليل المهر لكن ليس هناك أي حرمة شرعية في حال هي من طلب هذا المبلغ أم هو من تقدم به"، وأضاف: إن "مهر السيدة فاطمة الزهراء (ع) بلغ تقريبًا كيلو وأوقية من الفضة أي خمسمائة درهم وما يعادل في يومنا هذا 600 دولار أميركي"، وتابع بالقول: "من شؤم المرأة كثرة مهرها".
وفي السياق ذاته، قال الباحث الإسلامي في الحوزة العلمية في بيروت الشيخ صلاح مرسول لـ "لبنان الجديد": "بالنسبة لما تم ذكره من مباهات وتفاخر حول أن ما أعطي لتلك الفتاة من قبل الزوج أنه يُعتبر من أرفع المهور قيمةٍ بالنسبة الى المال والمادة مبدئيًا الإسلام يعتبر المهر المتزايد من الناحية الفقهية جائزٌ إلّا أنه شديد الكراهة فنتكلم أنه أولًا من ناحية الجواز هو جائز لكنه شديد الكراهية بحيث أن الإنسان المؤمن يبتعد عن هذا لأنها قريبة من الحرام، يعني عن الإمام الصادق (ع) أحدهم يقول سألته عن المهر فقال (ع) ما يتراضى عليه الناس إذا هو راضٍ وإن طلبت مهرًا مرتفعًا فهذا جائزٌ من الناحية الفقهية، ولكن هناك رواية أخرى تتحدث عن كراهية زيادة المهور والمغالاة بها وجعل الخطوبة طمعًا ومن الناحية المادية يقول الصادق (ع) نقلًا عن الرسول (ص) قوله "أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهًا وأقلهن مهرًا"، أي أن التي تطلب المهر المرتفع هذه ليست من أفضل النساء بحسب الموازين الدينية والشرعية، وعند الله سبحان وتعالى التي تأخذ المهور المرتفعة هذه أسوأ الناس وأقلهن شأنًا عند الله، فالمسألة ليست مسألة مادة السعادة لا تأتي من خلال رفعة المهر فكثير من النساء يعتبرن صاحبات مهور مرتفعة يعشن أسوأ الحياة وأتعسها ولا يعشن السعادة مع أزواجهن وهذه أمثلة كثيرة وموجودة في كل المجتمعات".
وتجدر الإشارة هنا، إلى أن "أظهر العقد أن الزوج السيد حيدر فرحان سوادي غراوي المولود 1984 عقد قرانه على أمرأة مطلقة تدعى ندى محمد لطيف المشهداني من مواليد 1986 ولديها طفلان، وكتب الزوج على نفسه تعهدًا بتربية ورعاية طفلي عروسه الإثنين".
كما يُشار، إلى أن "آراء رواد مواقع التواصل الإجتماعي حول الموضوع، تراوحت بين مكذب للموضوع واعتبره فبركة، فيما رأى آخر أن الموضوع حقيقي، كما تحدث آخر عن أن ارتفاع المهور المبالغ فيه أحيانًا قد يتسبب بعنوسة الفتيات".