وأشارت النتائج الأولية للتحقيق المشترك الذي تجريه الدول الثلاث إلى أن الهجمات تطلبت خبرة في قيادة الزوارق السريعة وغواصين مدربين ثبتوا على الأرجح ألغاما بحرية في السفن بقدر كبير من الدقة تحت سطح الماء بهدف تعطيلها وليس إغراقها.
وقالت الإمارات والسعودية والنرويج في الوثيقة إن التحقيقات لا تزال مستمرة لكن هذه الحقائق تعد دلائل قوية على أن الهجمات الأربع كانت جزءا من عملية معقدة ومنسقة نفذها فاعل ذو إمكانيات واسعة وهو دولة على الأرجح.
وتعتقد الدول الثلاث أن عددا من الفرق نفذ العملية ونسق تفجير الشحنات الناسفة الأربع جميعها خلال أقل من ساعة.
ويعتقد خبراء ومحللون سياسيون أن التقرير، الذي تكفلت به الإمارات في البداية ثم التحقت بها السعودية والنرويج كأطراف متضررة من الهجمات، لم يكن مهموما بتسجيل موقف سياسي ضد إيران أو غيرها بقدر ما كان الهدف منه الوقوف على ما جرى بشكل دقيق شفاف، وتقديمه إلى مجلس الأمن ليتم توظيفه في أي إجراءات مستقبلية لحماية ناقلات النفط.
ويضيف هؤلاء أن الإمارات حرصت من البداية على انتظار التقرير ولم تطلق اتهامات قبل إعلان النتائج، كاشفة عن أن غايتها ليست التوظيف السياسي، وإنما توفير السلامة لناقلات النفط، وهو ما يقطع الطريق على أي توترات مستقبلية تهدد شريانا رئيسيا في اقتصاديات دول المنطقة بما في ذلك إيران.
وطالب أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، بضرورة أن يقوم مجلس الأمن بدوره بشأن المعتدين على السفن قرب المياه الإقليمية الإماراتية.
وقال قرقاش في تغريدة عبر حسابه على تويتر “على مجلس الأمن تأدية دوره في تحميل المعتدين على 4 سفن تجارية قرب المياه الإقليمية للإمارات المسؤولية”.
وأكد أن بلاده تقف صفا واحدا مع الشركاء الدوليين من أجل خفض التوترات في المنطقة، وضمان أمن النقل البحري الدولي وإمدادات الطاقة العالمية، في ظل المناخ الإقليمي الحالي.
واستهدفت الهجمات ناقلتي نفط سعوديتين وسفينة إماراتية وناقلة نرويجية دون أن تؤدي إلى سقوط ضحايا، لكنها أججت التوتر بين الولايات المتحدة وإيران خلال وقت تصاعدت فيه حدة التصريحات المتبادلة بينهما.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قد قال يوم 29 مايو إن الهجمات نفذت باستخدام “ألغام بحرية من إيران بشكل شبه مؤكد”. ونفت إيران هذا الاتهام.
وقبل ذلك بأيام، أدلى الأميرال الأميركي مايكل جيلداي مدير الأركان المشتركة بتصريحات في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قال فيها إن الحرس الثوري الإيراني مسؤول مسؤولية مباشرة عن الهجمات.
واستجابة لمخاوف من هجوم إيراني محتمل على المصالح الأميركية، أرسلت إدارة الرئيس دونالد ترامب 1500 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط وقررت الإسراع بإرسال المجموعة الهجومية لحاملة طائرات إلى المنطقة وأرسلت قاذفات وصواريخ باتريوت إضافية.
ووقعت الهجمات قبالة إمارة الفجيرة القريبة من مضيق هرمز الذي يعد ممرا حيويا عالميا لشحن النفط والغاز ويفصل بين دول الخليج العربية وإيران.
وقالت الإمارات والسعودية والنرويج إن الهجمات عرضت الملاحة التجارية وأمن إمدادات الطاقة العالمية للخطر. وتعتزم الدول الثلاث عرض نتائج تحقيقها على المنظمة البحرية الدولية ومقرها لندن.
واتبعت إدارة ترامب سياسة أكثر صرامة حيال إيران في الأسابيع التي سبقت الهجمات وذلك بإعادة فرض العقوبات على صادرات النفط الإيرانية دون أي إعفاءات وتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية.