ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين، في برج البراجنة نبّه فيها إلى أن "يبدو أن مرتكزات وأساسيات العمل السياسي في لبنان هي الخلافات والسجالات ومحاولات تسجيل النقاط والانتصارات، فيما المطلوب هو أن ينتصر لبنان، لأن في انتصار لبنان ننتصر جميعاً، وفي سقوطه نسقط جميعاً. فهذه قاعدة ثابتة ومؤكّدة أيها الإخوة، ولكن للأسف الشديد لم ولن نتعظ، طالما ذهنية "أنا الحاكم" و"أنا السلطة" و"أنا من يأمر" و"أنا من ينهى" هي المرتكز في نفوس البعض، الذي لم يقتنع بعد بمبدأ الشراكة الوطنية، ومصرّ على إثارة النعرات، وتحريك العصبيات، متجاهلاً أن في البلد دستوراً، رغم علاّته وثغراته يجب أن يطبق، وأن في البلد قوانين يجب تفعيلها والعمل بأحكامها، وسلطات يجب أن تتعاون في ما بينها، وقوى عسكرية وأمنية وأجهزة وهيئات وتفتيش وقضاء، يجب أن تتكامل في تحمّل مسؤولياتها وإدارة شؤون الناس".
وشدّد المفتي قبلان على ان ما جرى في طرابلس، "لا يجوز التقليل من خطورته، فالبلد مفتوح على كل الاحتمالات، وعصابة التكفير والإرهاب تعمل ضمن مخطط دولي وإقليمي، وموظفة لخدمة المشروع الأمريكي الصهيوني، الذي يهدّد منطقتنا ودولنا وشعوبنا. لذا ندعو القوى العسكرية والأمنية إلى مضاعفة الجهود والتشدد في الإجراءات والمراقبة والملاحقة، كما نطالب القضاء باتخاذ الأحكام الصارمة بحق هؤلاء الإرهابيين القتلة والمجرمين، الذين لا دين لهم ولا طائفة، وليس على طريقة "الأمن بألف خير".
وفي الختام، توجه قبلان "بتحية الإعزاز والفخر إلى شهدائنا في الجيش والقوى الأمنية والعسكرية، وإلى شهدائنا في المقاومة الذين تكاملوا في الدفاع عن بلدهم ووطنهم لبنان، وبذلوا الدماء، ولا زالوا على استعداد لتقديم المزيد من أجل أن ينتصر لبنان وتقوم دولته القادرة والعادلة".