خَيَّمَتْ حالة من الغضب الشديد والإستياء العارم على منطقة دير الأحمر، إثر إعتداء عددٍ من النازحين السوريين على عناصر وسيارة الدفاع المدني أثناء محاولتهم إطفاء حريق شب في حرج من الأعشاب بجوار المخيم، بحجة انزعاجهم من انبعاث الدخان جراء عملية إطفاء الحريق على حد تعبيرهم، ومن الغبار الذي سببته أثناء إطفاء الحريق، ما أدى إلى تكسير زجاج الآلية وإصابة أحد العناصر يدعى حميد جريش بجروح في رأسه نقل على أثرها إلى أحد مستشفيات المنطقة للمعالجة.
وفي هذا الصدد، أجرى موقع "لبنان الجديد" اتصالًا هاتفيًا مع محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر الذي أوضح: "أن الوضع اليوم في منطقة دير الأحمر أفضل من أمس الأربعاء، لكن الاحتقان لا يزال موجود"، وأضاف: "أن ما حصل بالأمس مع عناصر الدفاع المدني دفع الأهالي أن يكون لديهم ردة فعل سلبية على النازحين السوريين، وبالتالي نحن فرضنا منع التجوّل للنازحين حفاظًا منا على سلامتهم من جهة، ولتهدئة أهالي دير الأحمر من جهة أخرى".
وأشار إلى أن "اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر أتخذت قرار بعدم سماح للنازحين الذين غادروا المخيم ليلة أمس بالعودة إلى المخيمات ولا سيما ما يسمى بـ مخيم الكاريتاس، وهذه الاشكالية لا تزال عالقة لان لا بلدة أخرى ستسمح بأن يبقى النازحون فيها، والبلدة التي كانوا يقطنوها رافضة أن يعودوا اليها".
وأكمل بشير قائلًا: "نحن نعالج الوضع مع وزارة الداخلية والبلديات ووزارة الشؤون الإجتماعية والمفوضية العليا لشؤون النازحين واتحاد بلديات دير الأحمر"، لافتًا إلى أن "قرار منع تجول السوريين مازال ساري المفعول حتى نهار الجمعة"، وأردف قائلًا: " باختصار هذا الذي حصل.. وفي النهاية الضيوف أهلا وسهلًا بهم ولكن في الوقت نفسه الضيف يجب أن يحترم قوانين المكان الذي يوجد فيه، إن الذي حصل بالأمس غير مقبول ولا أحد يقبله هؤلاء العناصر وضعوا دمهم على كفهم لإنقاذ أرواح بريئة من الموت سواء أكانوا لبنانيين أم سوريين".
وعن تداول معلومات حول ما اذا كانت آلية الدفاع المدني قد دهست خيم للنازحين يوضح خضر "على ما يبدو أنه عند دخول الألية إلى المخيم قد تسببت بضرر بإحدى الخيم نظرًا لضيق المكان وذلك فقط من أجل إنقاذ المخيم بأكمله من الإحتراق، ولكن تمت مكافأتهم بالإعتداء عليهم بالضرب وتكسير الآليات".
وعن اتهامه بالعنصرية رد بشير: "بصراحة هذا الإتهام لا يقدم ولا يأخر المهم لدي أني حكمت ضميري تصرفي هذا لأحمي جميع الناس سواء أكانوا لبنانيين أم سوريين، الأفضل أن اتهم بالعنصرية على أن أكون اليوم في منطقة دير الأحمر أعزي بضحايا أبرياء سقطوا".
تجدر الإشارة هنا، إلى أن "خضر أصدر قرارًا بفرض منع تجوّل النازحين السوريين، كما أوقفت مخابرات الجيش اللبناني 33 نازحًا أمس الأربعاء".
كما يُشار أيضًا، أن "نحو 700 نازح سوري أخلوا مخيّمهم الواقع بمحاذاة بلدة دير الأحمر إلى المخيمات القريبة".