حرب نيسان 1996 يتذكر اللبنانيون جيداً هذه الحرب وخصوصاً الجنوبيون منهم حيث كتبت الهمجية الصهيونية أبشع جرائمها على مساحة الوطن كله عندما استهدفت طائرات الحقد الاسرائيلي الآمنين في مخيم الكتيبة الفيجية التابع للأمم المتحدة.
مجزرة قانا 1996 شاهد على التاريخ الاسرائيلي الاسود وكانت علامة سوداء في تاريخ منظمة الأمم المتحدة حيث لم تستطع المنظمة الدولية آنذاك إدانه العدو الاسرائيلي على هذه الجريمة النكراء.
تمر هذه الذكرى هذا العام وقد تبدلت صورة الصراعات التي تشهدها المنطقة وأصبحت إسرائيل اكثر أمناً في ظل ثورات الربيع العربي ومانتج عنها من أنظمة جديدة قديمة وبات الصراع كله صراعاً طائفياً ومذهبياً وعربياً عربياً واتخذت قداسة السلاح طريقاً أخرى أضفى على الكيان الصهيوني مزيداً من الأمن في ظل إنشغالات أخرى للسلاح يقال أنها للدفاع عن الشيعة والذود عنهم.
إن هذا التحول الخطير والمريع الذي تشهده ساحة الصراع مع العدو الاسرائيلي على مرأى ومسمع من أرباب المقاومة وصقور الربيع العربي وأسود الثورات العربية هو بحاجة لوقفة تأمل حيث لا بد من إعادة توجيه بوصلة المواجهة إلى العدو الاسرائيلي وحده والذي بات الآن يستبشر خيراً بالوجهة الجديدة للبندقية المقاومة وبالوجهة الجديدة للثورات التي تتخذ من عباءة الاسلام رداءً وغطاء متناسية أشرس عدو للعرب وأخطر كيان على الوجود العربي كله.
مجزرة قانا وأخواتها سحمر والمنصورية وغيرها من المجازر الصهيونية بحق لبنان والجنوب ستبقى شاهدة على همجية العدو الصهيوني وستبقىقانا والجنوب كله العنوان المضيء والتاريخ المشرق في ليالي هذا الربيع العربي وظلمات ما يسمى بالثورات العربية .