شهد لبنان يوم أمس، عملية نفذها إرهابي منفرد من تنظيم داعش الإرهابي، وأتت هذه الحادثة، بعد أقل من سنتين على تحرير الأراضي اللبنانية التي كانت تحتلها التنظيمات الإرهابية في جرود السلسلة الشرقية.
وكانت أجواء عيد الفطر تُخيِّم على مدينة طرابلس، قبل أن يخرج مسلّحٌ يرتدي حزاماً ناسفاً ويحمل جعبة ذخائر وسلاحاً فردياً وعددا من القنابل اليدوية، ليطلق النار في شوارع المدينة.
وبدأ الإرهابي عبدالرحمن مبسوط، عمليّته الإرهابيّة من سرايا طرابلس ومركز مصرف لبنان في المدينة، حيثُ رمى قنبلة يدوية، واطلق النار على رجال الأمن، ثم انتقل ليستهدف دورية لقوى الامن الداخلي.
واستشهد على الفور أحد عناصر الدورية، وأصيب آخر بجروح خطيرة (استشهد لاحقاً متأثراً بجراحه). وتحدّث أحد الشهود العيان وصف ما جرى فقال إن الإرهابي أطلق النار على سيارة قوى الامن، ثم اقترب منها ليطلق النار على العنصرين الجريحين بهدف الإجهاز عليهما، قبل أن يغادر، وهو يصرخ بكلام غير مفهوم، مستقلاً دراجة نارية.
وكانت دورية من الجيش في طريقها إلى مكان العملية، أثناء تحرّكه فأطلق النار باتجاه آلية للجيش، ما أدى إلى استشهاد عسكري، وجرح آخرين.
ولاحقته دوريات الجيش والامن الداخلي وسائر الاجهزة، إضافة إلى شبان من أهل المدينة، إلّا أنّه دخل إلى مبنى قريب من دار التوليد و صعد إلى سطح المبنى السكني، فاقتربت قوة من الجيش، فأطلق عليها النار، ما أدى إلى إصابة ضابط وعدد من الرتباء بجروح، عندها أرسِلت التعزيزات إلى منطقة العملية.
واتخذت القوى الأمنيّة قرار اقتحام المبنى، لكن بعد التأكد من خلوه من المدنيين. فالإرهابي دخل شقة سكنية، وخشيت قوة الجيش الداهمة من أن يلجأ الإرهابي إلى أخذ السكان رهينة. وبعد التثبت من خلوّ المبنى، تقرر تنفيذ الدهم. وقع اشتباك بين مبسوط وقوة الجيش، ما أدى إلى استشهاد ضابط برتبة ملازم أول، وبعد زيادة الضغط عليه، فجّر الإرهابي نفسه بحزام ناسف كان في حوزته.
يُشار إلى أنّ عبدالرحمن مبسوط هو احد الذين غادروا لبنان إلى تركيا عام 2015، سعياً للالتحاق بجماعة "داعش" الإرهابية. بقي في تركيا أكثر من شهر، لأنه لم يتمكّن من عبور الحدود نحو منطقة سيطرة داعش، لكنه دخل إلى إدلب. ومن داخل المحافظة السورية الشمالية، التي كانت للتو قد سقطت بيد إرهابيي "النصرة" وحلفائهم، تواصل مع تنظيم داعش، لينضم إلى صفوفه. بعد أشهر، عاد إلى لبنان. جرى توقيفه عام 2016، ليُحال على القضاء العسكري. سُجِن في سجن رومية المركزي، قبل ان يخرج عام 2017.