الحكومة مطمئنة إلى إقرار الموازنة في المجلس النيابي ولم لا، ما دامت هي بحد ذاتها تشكّل برلماناً مصغراً، يضم تقريباً كل الأحزاب والكتل النيابية في هذا المجلس، فأين الخوف اذن من ان يتصدى هذا المجلس لمشروع الحكومة المليء بالثغرات والمغالطات ويعيد النظر في كل بنودها بما يؤدي حتماً إلى إصدار موازنة تُلبّي احتياجات الدولة، وتوفق بين الواردات والنفقات ولا يكون على حساب هذا الشعب الذي يكاد يفقد كل أمل بوجود الدولة الراعية له والحريصة على مستقبله ومستقبل الوطن في آن معاً.
لايمكن إذن التعويل على المجلس النيابي الذي هو نسخة مكبرة لحكومة إلى العمل في إنتاج موازنة جديدة بناء على خطة إصلاحية فعلاً لا قولاً كما فعلت الحكومة في معرض دفاعها أو توصيفها للموازنة غير المتوازنة.
لكن من الواضح أن هناك غيومًا سوداء بدأت تتلبد في سماء لبنان وتحمل معها معطيات ربما يكون لها انعكاساتها السلبية ومضاعفاتها على مستوى تطورات الوضع السياسي الداخلي.
إقرأ أيضًا: في ظل التناقضات عن أي إصلاحات يتحدثون
بداية مع سلسلة المواقف التي أطلقها الوزير جبران باسيل والموقف الذي اعلنه النائب نهاد المشنوق من دار الفتوى ثم جاءت مواقف السيد نصرالله بمناسبة يوم القدس حيث وضع على الطاولة سلسلة من المواقف وصفت بالتصعيدية حيث انتقد موقف الوفد الرسمي اللبناني برئاسة رئيس الحكومة مؤكداً بأنه لا ينسجم مع البيان الوزاري ومخالفا لتعهدات الحكومة، والتي اخذت عبرها الثقة، معتبرًا ان موقف الوفد اللبناني مرفوض ومدان ولا يمثل لبنان، وهو يمثل الاشخاص والاحزاب التي ينتمي اليها هؤلاء.
واعتبرت مصادر سياسية ان السيّد نصر الله كان يرد في هذا الموقف، على ما أعلنه الرئيس سعد الحريري في كلمته امام القمة العربية: أننا ندين أشدّ إدانة الاعتداءات التي تعرّضت لها دولتا الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وندعو إلى أوسع تضامن عربي في مواجهتها.
إقرأ أيضًا: ما المطلوب من لبنان مقابل ترسيم الحدود؟!
هذا من جهة ومن جهة ثانية ياتي كلام الوزير باسيل، عن الصلاحيات المزعومة التي أخذتها الطائفة السنية على جثة الطائفة المارونية، ونريد استعادتها منهم، نسف في الواقع كل أسس التسوية الرئاسية التي مشى فيها الرئيس سعد الحريري، وتحمّل خسائرها في الانتخابات وما بعد الانتخابات، وبالتالي فإن الطائفة السنية تعتبر نفسها في حلٍ من موجبات هذه التسوية وتداعياتها السلبية، والعمل من اليوم وصاعداً على التصدي من جديد للاعبين بنيران الفتنة، ومحاولات جر البلد إلى حرب جديدة، في سبيل طموحات شخصية وأنانية تستسهل المشي على الجماجم للوصول إلى غاياتها.
فباسيل يبدو انه يهوى اللعب بنيران الطائفية، جربها سابقاً مع الطائفة الشيعية وزعيمها الرئيس نبيه بري، وكاد يُشعل حرب داحس والغبراء في لبنان، وارتد على التفاهمات التاريخية مع القوات اللبنانية، والتي ساهمت بوصول العماد عون إلى بعبدا، فأعاد الانقسام وأجواء التوتر إلى المناطق المسيحية، واليوم يحاول أن يتطاول على الطائفة السنية بمثل هذه المواقف التي لا تستهدف طائفة بعينها فحسب انما تستهدف اللبنانيين عموماً وتهديد مباشر لنسف الطائف بشكل خاص سنترك في هذا الصدد الكلام معلقاً الى ما بعد عطلة عيد الفطر اعاده الله على هذا البلد وشعبه بالخير والبركة والاستقرار وكل عام وانتم بالف خير .