نقلت وكالة بي بي سي فارسي عن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأحد أن بلاده مستعدة للتفاوض مع إيران دون شروط مسبقة.
جاء ذلك في تصريحات أطلقها من سويسرا التي يزورها وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره السويسري.
تأتي تصريحات بومبيو بعد يوم من تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم أمس بأن بلاده لا تتفاوض مع من يريد إصدار الأوامر ويريدها تابعة له بل إنها أهل للمنطق والتفاوض مع من يجلس باحترام إلى طاولة المفاوضات.
ويأتي تنازل وزير الخارجية الأمريكي عن شروطه 12 في حين أنه علق قبل أيام على تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب حول استعداده للتفاوض مع إيران دون شروط خلال زيارته لليابان، بأن التفاوض مع إيران لن يتم إلا بعد تحقيق الشروط 12 التي طرحه هو قبل عام.
وبالرغم من أن ترامب قال في طوكيو إنه لا يريد من إيران إلا التصريح بأنها لا تريد إنتاج السلاح النووي ما أوحى بأن التفاوض مع إيران أصبح ممكنا إلا أنه جاء تفسير بومبيو منافيا لتصريحات ترامب وافقدها من أي معنى.
ويبدو أن ترامب فرض أخيرا رأيه على وزير خارجيته وافهمه بأنه كان يقصد التفاوض مع طهران دون شروط مسبقة متزامنا مع اقصاء مستشاره للأمن القومي جان بولتون من دائرة صناع القرار فيما يتعلق بالملف الإيراني. فإن بولتون هو الدي أوصل العلاقات الأمريكية الإيرانية إلى حيث وصلت حاليا.
استراتيجية بولتون كانت تعتمد على فرض اقسى الضغوط الاقتصادية من الخارج واذكاء الاحتجاجات من الداخل بغية إسقاط النظام الإيراني. ولكن المفعول كان عكس ما توقعه الرجل. فإن العقوبات الأمريكية أدت إلى وقوف الشعب صفا واحدا تجاه الشيطان الأكبر ووضع القوى السياسية خلافاتهم جانبا واعلانهم عن التضامن الوطني أمام العدو.
شطب وزير الخارجية الأمريكي شروطه السابقة هو نتيجة صمود إيران ودليل على وهن الاستكبار الأمريكي. لأن الشعب ادا اراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.
هل سيعود بومبيو إلى شروطه القديمة بعد تصريحاته الأخيرة ويفسرها بشكل يناقضها أم سيلتزم بتصريحاته؟ فإنه يمثل حكومة لا تلتزم بتوقيعاتها ومواثيقها ومعاهداتها وليس من المستبعد أن يأتي غدا بما يناقض تلك التصريحات.
وعلق وزير الخارجية السويسري على تصريحات نظيره الأمريكي أن بلاده قامت بوساطة بين إيران وأمريكا خلال اسابيع سابقة على ارفع مستويات مما يبقي المجال للامل مفتوحا بحدوث انفراج في الأزمة التي تعيشها العلاقات الإيرانية الأمريكية.