لا تخفي شخصية سياسية متابعة، طموح رئيس التيار الوطني الحر ووزيرالخارجية جبران باسيل للهيمنة على كل مفاصل الدولة، فما لبثت أن انتهت جلسات مناقشة موازنة العام 2019، حتى بدأت معركته الجديدة بعنوان التعيينات الإدارية والأمنية المهمة في مناصب الدولة ومؤسساتها، مستهدفًا على نحو خاص حزب "القوات اللبنانية" و "تيار المستقبل".
وكان أول مستهدف في هذه الحملة مدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان المحسوب على "تيار المستقبل"، إذ أكدت مصادر قيادية بارزة في "التيار الوطني الحر" أن "لديها أوراقًا كافية للضغط من أجل إزاحة عثمان من موقعه"، وأضافت أن "ملف المدير العام سيطرح قريبًا على الطاولة".
وفي سياق هجومه على "تيار المستقبل"، وعلى خلفية بناء علاقة جديدة مع الرئيس سعد الحريري بعد التسوية، قال باسيل أثناء لقاء حواري مع شخصيات سنية في منطقة البقاع الغربي: "أنا لست مضطرًا أن أقنع أحدًا السنية السياسية جاءت على جثة المارونية السياسية وأخذت كل حقوق المسيحين، وهو أمر طبيعي أن أسعى لاستعادتها!".
وعن اتهامه بمواجهة الحريري بمساعدة حزب الله، أجاب:"شوفوا سعد الحريري كيف فاتح خطوط مع حزب الله، إذا نحنا فاتحين طريق، فسعد الحريري فاتح أوتوسترادات من تحت الطاولات، روحوا شوفوا بمجلس الوزراء شو عم يعمل".
وعلى صعيد "القوات اللبنانية" قال باسيل: "جعجع صفحته سوداء لدى السنّة، وهو متهم بقتلهم خلال الحرب وبارتكاب جريمة بحق رئيس حكومة سابق (رشيد كرامي) وهدفه كله على مدى السنوات الماضية كان تبييض صفحته معهم، ولهذا كان مضطرا إلى تقديم التنازلات.. عملها شغلته وعملته".
كما قال أن "القوات حزب مسيحي والتيار حزب علماني يؤيد الزواج المدني ويدعم منح الأم الجنسية اللبنانية لأولادها في بعض المراحل اضطررت أن أكون مسيحيًا حتى أتمكن من استعادة الحقوق والوظائف في الإدارات العامة، حينما يسمي السنّة الموظف السني والشيعة يسمون الشيعي فمن حقي أن أسمي المسيحي، نحن لم يكن لدينا مشكلة مع أحد منهم وجئنا لنحصّل حقوقنا فقط".
من جهة أخرى اشتكى باسيل في معرض حديثه عن اقرار قانون الموازنة في مجلس الوزراء، قائلًا: "جميع الأحزاب المشاركة بالحكومة تقدمت باقتراحاتها لتعديل الموازنة، لماذا الجميع أطلق نيرانه على ورقتي؟"، وعن إضراب الأساتذة الجامعيين لحرمانهم من حقوقهم، رد باسيل: "لو كنت وزيرًا للتربية كنت عرفت ربيتكم!".