تتطلّبُ التحدّيات في المنطقة إلى تعزيز مفهوم الحوار والتعاون للحفاظ على الأمن الاقليمي، لذا أتت مُشاركة دولة قطر في القمم الثلاث المنعقدة في مكّة المُكرّمة، إنطلاقًا من دعمها للعمل العربي الإسلامي المشترك، لاسيّما مع حرصها الدائم على أمن واستقرار المنطقة.
وشاركت دولة قطر في جميع القمم السابقة بما في ذلك القمم التي تمّ الدعوة إليها خصوصًا بعد الأزمة الخليجيّة، من هذا المُنطلق أجرى موقع "لبنان الجديد"، مُقابلة خاصّة مع الكاتب والمحلّل السياسي المُقيم في تركيا، الدكتور علي باكير، والذي رأى أنّه من وجهة نظر الدوحة لا سبب لِعدم المُشاركة في القمم المُنعقدة في مكّة، قائلًا:"بل على العكس وكما أكّد المسؤولون القطريّون، فالمشاركة تأتي من باب دعم العمل العربي والإسلامي المشترك بما يعكس حرص الدوحة على أمن واستقرار المنطقة ومصالح شعوبها".
وعن العلاقة القطريّة – الخليجيّة، أجاب:"طبعًا المفارقة هذه المرّة مقارنة بمشاركة قطر في الرياض قبل عام هو درجة التمثيل إذ يُلاحظ أنّه قدّ تمّ رفعها من وزير دولة إلى رئيس وزراء، أيّ ثاني أرفع منصب في البلاد وهذه بادرة جيّدة ويُمكن اعتبارها بمثابة فرصة للطرف الآخر لإعادة تصحيح الخلل الذي وقع منذ عامين".
وعن تحليله الشخصي، أوضح:" أنا شخصيًّا لا أعتقد أنّ دول الحصار مُنفتحة على إيجاد حلّ للأزمة ولا يجبُ أن نبالغ في التوقعات في هذه المرحلة بالتحديد، إذ لا يزال من المُبكر جدًّا معرفة ما إذا كانت خطوة قطر ستُقابل بخطوات إيجابيّة من الطرف الآخر لاسيّما وأنّ التغطية الإعلاميّة والهجوم المستمرّ على الدوحة لا يوحيان بذلك".
أمّا عن وجهة نظر قطر بالعقوبات على إيران، ردّ:" العقوبات الآحاديّة لا تساهم في حلّ الخلافات والنزاعات بين الدول وسيكون لها تأثير سلبي على دول المنطقة. لكنّ في نهاية المطاف قطر ملتزمة بشكلّ طوعي بهذه العقوبات وتقتصر علاقاتها مع ايران في الغالب على إستيراد المواد الغذائيّة غير المشمولة بالعقوبات".
وأضاف:"إذا كانت العقوبات الأمريكيّة ستشمل التجارة البنيوية بشكلّ عام فستكون الإمارات أوّل دولة مطالبة بالالتزام بالعقوبات وبقطع علاقاتها مع إيران ذلك إن حوالي ٩٠ في المئة من حجم التبادل مع إيران مع دول مجلس التعاون الخليجي هم مع الإمارات فضلًا عن ان الإمارات تعدّ ثاني اكبر شريك تجاري لإيران".
واعتقد د,بكير خلال المقابلة، أنّ هذا الموضوع يجب ان يخضع لمعايير متطابقة كي يتم قياس المواقف بناءًا عليه، خاتمًا:"بالرغم من ذلك، فقطر ملتزمة وفق تصريحات ومواقف مسؤولينا بكلّ ما من شأنه حماية امن واستقرار منطقة الخليج والعالم العربي.