وذكرت مصادر سياسية في بغداد أن ظريف كان يأمل في استثمار موافقة السيستاني على استقبال الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي زار العراق منتصف الشهر الماضي، وزار المرجع الأعلى لشيعة العراق والعالم الاثني عشرية في منزله بالنجف.
وتعول طهران على الدعم الذي يمكن أن يوفره السيستاني في مواجهة الولايات المتحدة، على المستوى الإعلامي، وفي أوساط المسلمين الشيعة على أقل تقدير.
ويخوض الجناح الإصلاحي الذي ينتمي إليه روحاني وظريف صراعا حادا على صلاحيات استخدام السلطة، مع الجناح المتشدد الذي يقوده المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، ويحظى بتأييد معظم جنرالات الحرس الثوري الإيراني، الذي صنفته الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
ويعتقد خبراء بشؤون الحوزات الدينية أن دعم السيستاني ربما يكون حاسما في ترجيح كفة التيار الإصلاحي، لكنهم يحذرون من أن ضغوط الإدارة الأميركية على النظام الإيراني، ربما تدفع الجميع في طهران إلى خانة التشدد.
واعتبر استقبال السيستاني لروحاني آنذاك إشارة إلى موقف المرجع الأعلى، الذي يرفض استقبال أي مسؤول عراقي منذ سنوات، بسبب تفشي الفساد وسوء أداء المؤسسات الرسمية.
وقال مراقب سياسي عراقي “كان ضروريا بالنسبة لظريف أن يعرف السياسيون العراقيون حجمهم الحقيقي بالنسبة للصراع لذلك وجه إليهم الصفعة حين أنكر عليهم عملية القيام بوساطة بين طهران وواشنطن”.
وتساءل المراقب في تصريح لـ”العرب” مَن تقع عليه مثل تلك المهمة لا بد أن يكون مؤهلا لها ومقبولا بالنسبة للطرفين. أما العراق فإنه بالنسبة لإيران والولايات المتحدة أضعف من أن يقترح شيئا عليهما وهما يرعيان شؤونه. وأضاف “إذا مرّ إنكار القائم بأعمال السفير الأميركي خفيفا فإن إنكار ظريف سيكون له وقعه ثقيلا، بما سيؤدي إلى تبعات سيستفيد منها زعماء الميليشيات في استضعاف الحكومة”.
وتوقع أن يكون السيستاني لا يرغب في أن يكون جزءا من صراع داخلي إيراني يمكن أن ينشب بين المتشددين والإصلاحيين على خلفية قبول أو رفض التفاوض مع الولايات المتحدة. فهو وإن كان استقبل روحاني فإنه لم يستقبله باعتباره إصلاحيا لكن بصفته رئيسا لجمهورية إيران الإسلامية التي هو أي السيستاني أحد مواطنيها. أما امتناعه عن استقبال ظريف فإنه يعبر عن موقف متأن في النظر إلى ما يقع في إيران من اختلاف غير معلن في الرأي بين أطراف النظام.