صدر عن مكتب مفتي طرابلس ولبنان الشمالي الشيخ مالك الشعار بيان جاء فيه:
"في العشر الأخير من شهر رمضان المبارك، والذي يطمع فيه الصائمون بعتق رقابهم ورقاب آبائهم وامهاتهم وأهليهم من النار، يتوقع الإنسان أن يرى الناس منصرفين إلى العبادة ، متشاغلين عن الدنيا بالآخرة في هذه البقية الباقية من شهر الخير إذ لا يضمن أحدنا أن يعود لمثله.
لكننا نفاجأ للأسف بحملة إعلامية غير مبررة على الإطلاق تسأل عن الأثر الشريف وكأنه ضاع أو اختفى، وتستنفر الغيورين من أهل المدينة للبحث عنه، مع أن القاصي والداني يعلم أنه في خزانة دائرة أوقاف طرابلس بالحفظ والصون، وأنه يعرض في الجمعة الأخيرة من رمضان ليزوره الناس على العادة الجارية في البلد.
وسبب الإشكالية هذه المرة ترميم غرفة الأثر الشريف وتهيأتها من قبل مؤسسة tika التركية مشكورة بما يظنونه يليق بالأثر الشريف، وفي الحقيقة كل زخارف الدنيا تقصر عن قيمته صلى الله وسلم على صاحبه.
هنا ظن البعض أن الغرفة أصبحت مجهزة بما يكفي لبقاء الأثر الشريف فيها كما كان قبل حلول الفوضى في البلد عام 1975. يومها خاف القيمون على الأوقاف من سرقته من الغرفة فتم نقله إلى خزانة دائرة أوقاف طرابلس، وأصلا الأثر الشريف لم يكن مخصصا للجامع المنصوري الكبير، وإنما لجامع الحميدي الذي رممه السلطان عبد الحميد رضي الله عنه، وبعد الفراغ من ترميمه أراد أن يخص طرابلس بهذه المكرمة الغالية، لتكون في مسجد الحميدي (التفاحي) ولكن لوجوده يومها خارج طرابلس القديمة خيف عليه السرقة فنقل إلى الجامع المنصوري الكبير، وخصصت له هذه الغرفة. وعندما خيف عليه ثانية من السرقة نقل إلى دائرة الأوقاف، وما زال الخوف قائما، ومع احترامي للغيورين فإن تجهيزات الغرفة الجديدة تصور السرقة ولا تمنعها، ولن نستفيد شيئا بعد ذلك من معرفة السارق إذا ضاع الأثر.
كنا نتمنى في هذه الأيام الفضيلة أن ننصرف للعبادة بدل الردود على البدهيات، وبخاصة أننا بتنا نرى حملة ممنهجة على دار الفتوى ودائرة الأوقاف من جهات معلومة غير مجهولة، وبالأمس كان لرئيس الدائرة فضيلة الشيخ عبد الرزاق إسلامبولي محاضرة في جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية للرد على المطاعن المختلقة التي توجه إليها، واليوم طالعتنا قضية الأثر الشريف. يبدو أن أبالسة الإنس ما زالت تعمل عملها نجانا الله تعالى وإياكم من شرورها".