اعتبر القيادي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، أنه اذا كان لدى رئيس الجمهورية في الجلسة الحكوميّة التي تعقد اليوم في قصر بعبدا أيّة معطيات او اقتراحات تنتهي من دون جدل طويل، تؤدّي الى تعديلات طفيفة بمشروع الموازنة، فلن يكون هناك اي اشكالية في الموضوع، مستبعدا ان تستمر دوّامة النقاشات بعد جلسة اليوم، خاصة وأن فريق الرئيس ميشال عون الوزاري الممثل بوزير الخارجية جبران باسيل وغيره من الوزراء، كان موجودا في كل الجلسات التي عُقدت في السراي الحكومي، ما يعني ان أيّ تعديلات يفترض ان تكون قد تمّت وحسمت، لافتا الى انّ ترحيل الموازنة الذي حكي عنه في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء هو الى مجلس النواب وليس الى رئاسة الجمهوريّة.
ووصف علوش في حديث لـ"النشرة" مشروع موازنة العام 2019 بـ"أفضل الممكن"، "فنحن بالنهاية حكما ائتلافيّا، ومن الواضح أن هناك بعض الالتزامات الشعبوية التي أملت أن تكون الموازنة كما هي من دون قيمة اصلاحية كبرى"، معتبرا أنه يفترض أن يتم اقرار اجراءات اصلاحيّة أكبر في موازنة العام 2020.
وردا على سؤال عن قول أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ان بعض الضرائب طالت الطبقة الفقيرة، أوضح علوش ان كل الاحتجاجات والتحركات في الشارع، التي استبقت اقرار الموازنة لا علاقة للطبقة الفقيرة بها، باعتبار ان من خرجوا الى الشوارع هم أكثر الناس استفادة من المال العام، بغضّ النظر اذا كانوا يستأهلون ما يتقاضونه ام لا، مع العلم بوجود جزء كبير قد يستأهل أكثر وآخر يتقاضى رواتب من دون انتاجية تذكر. وأضاف: "أما الطبقة الفقيرة التي تحدّث عنها نصرالله، فكان الأحرى به التخفيف من تداعيات حروبه في المنطقة عندها لم يكن هناك أي لزوم للتقشف".
وتطرق علوش لما يتم تداوله عن انزعاج رئيس الحكومة سعد الحريري من محاولة باسيل فرض رأيه في مجلس الوزراء والتعدّي على صلاحيات رئاسة الحكومة، فأشار الى انه لم يسمع من الحريري ايّ شيء في هذا الاطار، وان كنا لا ننفي وجود "اجراءات مسرحيّة" سواء داخل مجلس الوزراء او من خلال التصريحات الصادرة قبل وبعد الجلسات. وأضاف: "بات واضحا ان باسيل يحاول أن يعطي انطباعا أن هو من يدير كل شيء في الجمهورية، لكن الحريري لم ولن يدخل في مهاترات لأن كل ما يعنيه انجاز الموازنة".
وعن ملفّ النازحين السوريين، أشار علوش الى أن أوان عودتهم الى بلدهم آن منذ سنوات، لكن الحلول التي يطرحها باسيل ونصرالله لن تؤدّي الى نتائج وستبقى كلاما فارغا، باعتبار ان الطريقة الوحيدة لاعادتهم هي بفتح رئيس النظام السوري بشار الأسد للحدود وضمانه سلامة الناس، وهذا ما لم يحصل. وقال: "الحلّ الحقيقي لانجاز العودة يكون بالتوصّل الى حلّ سياسي وانطلاق عمليّة اعادة الاعمار وهو ما لا يبدو أنّه يلوح بالأفق، أمّا محاولة البعض دفع الحكومة اللبنانيّة بشخص رئيسها للحوار مع الأسد، فغير وارد على الاطلاق لدى الحريري".