قصص تعنيف كثيرة سمعنا عنها كان ضحيّتها الأطفال الصّغار، لكن تبقى تلك التي يتعرّض فيها الطفل للعنف المباشر ممّن أنجبوه إلى هذه الحياة هي الأغرب على الإطلاق، مهما تكرّرت واختلف معها الأسماء فقط، لأنّ الطبيعة البشرية تفترض أنّ الآباء هم من يحمون أولادهم من أيّ أذى لا أن يكونوا السبب في إلحاق الألم بهم.
بالطبع هذا الكلام ينطبق على البشر الطبيعيين فقط، لا على الوحوش البشرية الذي يمثّلهم محمد عدوب الحسن (سوري الجنسية، 36 سنة) وزوجته شرمان، فيما تذكر مصادر أخرى أنّ هناك شخص آخر شارك في هذه الجريمة... إذ قاموا بتعذيب الطفلة رهف (4 سنوات) وهي إبنة الحسن من زوجته الأولى الموجودة خارج لبنان، من دون أيّ رحمة أو شفقة، وعندما أنهك التعذيب جسدها الصّغير إلى أقصى الحدود وشارفت على الموت... لم يجد الحسن الذي يقطن بلدة مجدل هيص قضاء راشيا، حلاًّ إلاّ بنقلها إلى مستشفى حامد فرحات.
إقرأ أيضًا: المواطن عباس عواضة يضع مجلس بلدية بعلبك تحت المساءلة: هذا ما أقدم عليه
واعتقد المجرمان بعد إدخال رهف إلى المستشفى، أنّ فعلتهما ستمرّ مرور الكرام، خاصةً بعدما أبلغا الأطباء بأنّها وقعت من مكان عالٍ، لكن بعد المعاينة تبيّن عكس ذلك ووجدوا عليها آثار كدمات قديمة عمرها أيّام، حيث كانت تُعاني من جروح وكدمات عميقة.
لم تتردّد المستشفى بإبلاغ القوى الأمنية التي سارعت إلى توقيف الأب وزوجته فورًا، والطفلة الصغيرة موجودة حاليًا في العناية الفائقة وحالتها مستقرة. أمّا عن حجم إصاباتها بحسب ما أفادت عدّة جهات، فهي تُعاني من نزيف في الدماغ وحروق عدّة بالإضافة إلى تعفّن بعض الجروح في جسدها، وقد ظهر الغضروف من أذنها نتيجة قصّها، فيما سيُجرى لها عملية تجميلية في رأسها ووجهها.