أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أنّ "المسيح فينا وبيننا، وإذا شعرنا أنّه نائم أو غابه، فذلك لكي ننضح في إيماننا وفي الصبر، ولنشعر أنّنا في حاجة دائمة إليه"، مركّزًا على أنّ "من دونه، لا نستطيع التغلّب على عواصف الحياة ومصاعبها، ونحتاج دائمًا العودة إليه، والتوبة والتماس تدخّله. وهو بكلمة يهدئ كلّ شيء، تمامًا كما فعل بالرياح والعواصف".
ولفت في عظته خلال ترؤسه قداسًا إلهيًّا على مذبح قلب يسوع الأبرشي في الوقفية، وبدعوة من لجنة إدارة "وقفية سيدة العناية بتولية البطريرك الماروني- أدونيس جبيل"، إلى "أنّني عندما كنت آتي إلى جبيل، وأرى عائلات وشباب وفتيان، أمام الرب ساجدين ومصلّين، كنت أشعر أنّهم هنا يجدون الطمأنينة، تمامًا كما سمعنا في هذا الإنجيل"، منوّهًا إلى "انّنا نقدّم هذه الذبيحة من أجلهم جميعًا، ونحن نعيش بعد وداع أشخاص أعزاء علينا طبعوا حياتنا، كالبطريريك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير الّذي خدم هذه الأبرشية مدّة 25 سنة. ونذكر أيضًا المطران الراحل رولان أبو جودة الّذي تولّى هذه الخدمة معه، خدمة في البطريركية دامت 44 سنة. نذكرهما وهما يشغعان بنا في السماء".
وبيّن البطريرك الراعي "أنّنا نصلّي من أجل كلّ المرضى واللذين يأتون هذا المكان، لينالوا الطمأنينة والنعم الّتي هم بحاجة إليها"، موضحًا أنّ "الرياح والأمواج العاتية الّتي كانت تتقاذف تلك السفينة الّتي ذكرها الإنجيل، تخطع للمسيح الإله، سيّد الخلق ومكوّنه. والموجدون عليها أيقظوا الرب، أي أيقظوا الكلمة الّتي كان يبحر معهم".
وذكر أنّ "بكلمة واحدة، كان السكون. هؤلاء يبشّرون بهذه الكلمة، ومنذ ألفي سنة، والكنيسة تحمل بشرى هذه الكلمة لأيّ إنسان"، شارحًا أنّ "الغاية من نوم يسوع في تلك السفينة، كانت لكي يجعل إيمان التلاميذ أقوى، والسفينة هي كل واحد وواحدة منّا". وشدّد على أنّه "لا بدّ من العودة إلى المسيح وإيقاظه والتماس نجدته. عندما تتقاذفنا هذه العواصف في حياتنا، ونشعر أنّ المسيح غائب، فإنّه بالحقيقة يراقب صبرنا وإيماننا واحتمالنا".
ودعا إلى أن "نعود إلى المسيح باستمرار بالصلاة والتوبة وقراءة الإنجيل"، مفيدًا بأنّ "السفينة هي العائلة والوطن والكنيسة، كلّها تمرّ بصعوبات وتتقاذفها الرياح".