فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية حالهُ حال المواطن العادي سواءٌ بسواء، يئنُّ من ثقل المديونية العامة للدولة والتي فاقت الثمانين مليار دولار أمريكي، تلك المديونية التي ورثها ممّن نصّبهُ رئيساً للجمهورية، وترك لصهره العزيز الوزير جبران باسيل الحبْل على الغارب، فوجد ضالّتهُ في وزارة الطاقة التي لم يُغادرها منذ أكثر من عشر سنوات، وهي علّةُ العلل في تفاقم الأزمة المالية الخانقة للنظام اللبناني هذه الأيام، كما أنّ نصيباً وافراً نالهُ من"مغارة" وزارة الاتصالات التي درّت وما زالت تدرّ الأموال الطائلة في جيوب السماسرة ولصوص المال العام، ناهيك عن مشاريع الوزير باسيل التي لا تنتهي في تبذير المال العام، سواء في استعادة الجنسية اللبنانية أو مؤتمرات المغتربين والاسفار السندبادية وارتياد صالونات الشرف في العواصم الأوروبية بعشرات الآلاف من الدولارات.
إقرأ أيضًا: أبو حمزة الخارجي والفرقة التاسعة اللبنانية
فخامة رئيس الجمهورية يطلب من المواطنين أن "يشفعوا" له ما سيُحمّلهُم من أعباء إضافية، فهذا ضروري للخروج من الأزمة يقول فخامته، وكما وعدهم مراراً وتكراراً، منذ حروب التحرير والالغاء، ومسيرة الإصلاح والتغيير، يعدُهم اليوم (بعد شدّ الأحزمة والاعتياد على الجوع والعطش) بأنّ حالهم ستتحسّن، وسيلمسون أهمية تضحياتهم لمس اليد، والله المستعان على ذلك.
إقرأ أيضًا: يوهبُ لبشارة الأسمر جُرمه ويُضرب على عُذره أربعمائة
يبدو أنّ مُصاب اللبنانيين عظيمٌ هذه الأيام، فبدل أن ينصرف قادةُ البلد إلى معالجة الأزمة المالية الخانقة حيث هي مُتموضعة بالفعل: في التّهرّب الضريبي، والفلتان الجمركي، والسطو على الأملاك البحرية، في المباني المُستأجرة بأسعار خيالية، في الرواتب الضخمة والتعويضات الباهظة، في الموازنات المُنتفخة في رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي والسراي الحكومي، إذ بهم لم يجدوا نصب أعينهم سوى المواطن المغلوب على أمره، والذي عليه أن يتحمل ويتحمّل، ويثق بمن أوصلوه إلى هذا المنحدر المريع، ولعلّ حاله معهم كحال ذاك الرجل الفقير الذي دخل عليه اللصوص وليس في بيته شيء، وجعلوا يُفتشون، فانتبه الرجل وقال لهم: يا فتيان..هذا الذي تطلبون بالليل قد طلبناهُ بالنهار فلم نجدهُ.