يعمل وزير الخارجية والمغتربين ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مستغلًا وجود رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا على تعزيز نفوذه سياسيًا، والسعي للتحكم في مفاصل الدولة من قضاء وأجهزة أمنية، دون أن يقيم وزنًا للتوازنات القائمة في البلد، الأمر الذي يثير الحلفاء والخصوم على السواء.
وفيما يسعى باسيل لكسب الرأي العام المحلي من خلال خطاباته الشعبوية واتخاذ مواقف وإجراءات تحرج الأطراف المقابلة، تقول أوساط سياسية نقلًا عن صحيفة "العرب اللندنية" إن "السياسة التي ينتهجها باسيل باتت مدعاة قلق بالنسبة لحزب الله الذي لم يعد ينظر للتيار الوطني الحر كحليف بقدر ما هو منافس يحاول ابتلاع الجميع، وأنه حان الوقت للجمه"، وتشير إلى أن "هذا ما يفسر تصاعد الإنتقادات من القوى المحسوبة على حزب الله ضد باسيل، وتركيز وسائل إعلام مقربة من الحزب على تحركات الأخير".
في مقابل ذلك، يرى مراقبون "اللندنية" أن "انزعاج حزب الله من طموحات باسيل ليست وليدة تحركات الأخير في الأشهر الماضية، وهذا ما دفع الحزب إلى مباركة ضمنية لخطوات حليفه تيار المردة في التقارب مع حزبي الكتائب والقوات اللبنانية"، ويقول المراقبون إن "الحزب لن يسعى لإنهاء التحالف مع التيار الوطني الحر فهو بحاجة ماسة إليه في هذه الظرفية الدقيقة التي يمر بها نتيجة الضغوط الأميركية عليه وعلى حليفته إيران، لكن الحزب سيحاول قدر الإمكان لجم التيار ومحاولة عرقلة مساعيه لوضع يده على أجهزة الدولة".
يُشار هنا، إلى أن النائب جهاد الصمد هاجم مؤخرًا باسيل قائلًا: "الوزير باسيل هو الذي يحكم لبنان، بالأمن وبالخارجية والإقتصاد"، وأضاف أن "باسيل يستغل الخلاف السني الشيعي الذي حصل بعد اغتيال الرئيس الحريري، فبات الأقوى سنيًا كما الأقوى شيعيًا يعمل على إرضاء باسيل، وحزب الله مضطر لمسايرته لتجنب إلهائه داخليًا في معارك جانبية".