بشارة الأسمر الإسم الأكثر تداولا لدى الاعلاميين والسياسيين من مختلف الإتجاهات والانتماءات والاشكال والألوان على مدى الأيام القليلة الماضية.
زلة لسان أو قلة أدب أو قلة أخلاق أقدم عليها بشارة الأسمر دون علم منه أنه على الهواء وأن ثمة وشاة فحصل ما حصل وكان البلد أمام مشهد غير مسبوق من التطاول على رجل دين فكيف اذا كان هذا الرجل هو البطريك صفير.
إقرأ أيضًا: اللي تحت باطو مسلّة بتنعرو
لا شك ولا ريب أن البطريرك صفير رمز وطني وهامة وطنية ولمن يشاء فهو قديس وأكثر لكنه ذهب راضيًا مطمئنًا إلى ربه الغفور الرحيم ولن تطاله قلة الأدب والإساءة ولكنها طالت كثيرين من أبناء الكنيسة وغيرهم من اللبنانيين جميعًا فذهبوا جميعا للدفاع عن الله ورموزه على الأرض في وقت لم يفقد الدين قدسيته ولم تطل من قداسة البطرك صفير ورمزيته لكنه اللبناني الذي اعتاد ركوب الأحداث على طريقته فأفرغ السياسيون كل ما لديهم من نكد ونكايات وظنّ جميعًا أنهم هم الملائكة وهم أكثر تفاهة من الاسمر وترهاته وحاضروا جميعا بالعفة، وقد ضيعوا قبل خطيئة الاسمر البلد كله وسرقوا ونهبوا ولم يبق في البلد شيء للنهب إلا الكلمات نهبوها أيضًا ضد الأسمر وفعله الشنيع وأما أفعالكم ففي عليين، وهم ركبوا موجة الدين والطائفية لأن زعامتهم قائمة على الدين والطائفية وقوانين السرقات في بلدنا محمية بالدين والطائفية وقوانين الفساد في بلدنا محمية بالدين والطائفية، وهكذا كان المشهد اللبناني بكله وكليله وتناسى الشعب ومسؤولوه أننا بلد يحتضر وقامت قيامتنا على بشارة الأسمر وهو بما فعله لا يمثل إلا نفسه وعقله وتفكيره وأخلاقه.
لقد تحول البلد إلى عصفورية بامتياز، إلى شلّة شتائم وسباب تحكمها العصبية والدين وتقديس الرموز وماذا لو كان الأسمر لا يؤمن بالدين ولا بالثالوث ولا بالتوحيد فما شأن لنا به وقد رفع الله الحساب إلى يوم الحساب.
إقرأ أيضًا: موازنة تكريس الفساد
كلبنانيين اعتدنا الصمت على كل مصيبة من مصائبنا وعلى الموت البطيء الذي يحيط بنا، اعتدنا الصمت على مآسينا وأزماتنا في الدين والمعيشة والسياسة والحياة الاجتماعية إلا أن قيامتنا قامت على بشارة الاسمر وقد عرفنا كيف تحكمنا العصبية والدينية والطائفية الغوغاء .
لقد تحولت ردود الفعل إلى عراضات ومهاترات وسخافات لم يكن يريدها صفير لو كان حيا ولم يتقبلها الله حتما لأن الجميع كاذبون متمرسون في الكذب وما يفعلونه بحق الوطن والشعب أكبر بكثير من خطيئة الاسمر .