"هاني البطل" و"عريس البحر"، هكذا زفّت مواقع التواصل الإجتماعي خبر وفاة الشاب إبن النبطية هاني طباجة (20 عامًا)، الذي كان يستجمّ ظهر أمس على شاطئ بحر صور قبل أن يُساق إلى قدره المحتوم وتحلّ الفاجعة.
أصبح هاني ضحيّة جديدة من ضحايا بحر صور التي نسمع عنها، مع بداية فصل الصّيف من كلّ سنة، لكنّ الفارق أنّ هاني ضحّى بحياته من أجل شابّة سمع صرخاتها وهي تستغيث في عرض البحر، فقرّر ومن دون تفكير أن ينقذها، لكنّ تيار البحر غدره وسحبه ليلفظ أنفاسه الأخيرة هناك، بعدما تمّ إنقاذ الفتاة.
إقرأ أيضًا: جديد لبنان في ملف سلامة الغذاء: حتى البهارات والأعشاب مسرطنة!
وبناءً على ما حصل، فجّر الكثير من اللبنانيين غضبهم عبر السوشيل ميديا، ووجّهوا نداءً لبلديّة صور مطالبين إيّاها باتّخاذ التدابير والإجراءات اللازمة على شاطئ صور الذي يرتاده الآلاف سنويًا، مؤكّدين على ضرورة وجود المراقبين وتعزيز فرق الإنقاذ الخاصّة كي لا نخسر المزيد من الشباب في حالات غرق مماثلة، حيث قال أحدهم: "انا من عشاق بحر صور وفعلا دايما بيغرق تقريبا كل سنة حدا ليه ما بحطوا مراقبين بقارب يلحقو يساعدو الناس يللي بيتعرضو للتيار لان مع التيار اعظم سباح ممكن يغرق شط صور بتقصدو الناس من كل لبنان مش كتير اذا اهتمو اكتر شوي".
إقرأ أيضًا: حرية الصحافة مقدسة: مفهوم يعترف به لبنان بشروط
ونشير إلى أنّ هاني هو طالب في كليّة الحقوق في الجامعة اللبنانية، وقد نعت عمادة الكلية تلميذها من خلال هذا البيان: "بمزيد من الأسى ينعى عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية، البروفسور كميل حبيب، المأسوف على شبابه الطالب هاني فارس طباجة الذي قضى غرقاً في بحر صور أثناء محاولته إنقاذ فتاة. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم أهله الصبر والسلوان. كما تتقدَم أسرة الجامعة اللبنانية بأحرّ التعازي من عائلة الفقيد على الفاجعة التي ألمَّت بها".
درسٌ جديد من دروس التضحية والشهامة والرجولة أعطاه هاني للجميع، في وقت قلّت وندُرت فيه هذه الصّفات، لكن كان ثمن هذا الدرس مُكلفًا جدًا... وبالتأكيد سيبقى هذا الشاب اليافع في وجدان وذاكرة كلّ من عرفه وكلّ من سمع بقصّته المؤثّرة.