تداول عدد من الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي أمس الجمعة مقطع فيديو يتضمن كلامًا مسيئًا موثقًا بالصوت والصورة لرئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر يتعرّض فيه للبطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.
وبعد انتشار الفيديو على نطاق واسع، أعلن الأسمر في بيان، أن "بعض وسائل التواصل الإجتماعي تتداول كلامًا منسوبًا إليّ حول البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، إنني أنفي هذا الكلام جملة وتفصيلًا، وهو لا يمت إلى الحقيقة بصلة، علمًا أننا نكن للبطريرك الراحل كل التقدير والمحبة لدوره الوطني والروحي".
وفي هذا السياق، غرّد الرئيس السابق ميشال سليمان عبر "تويتر": "لو كان البطريرك صفير حيًا على الأرض لسامح من أساء اليه كما فعل دائمًا، لكن أفضل توبة عن الفعل القبيح ابتعاد الفاعل عن المسرح وسيكون هذا درسًا مُفيدًا للجميع، خاصة أن العمّال هم الشريحة الأكبر والأنقى في المجتمع".
كذلك، كتب وزير العمل كميل أبو سليمان على "تويتر"، قائلًا: "من المعيب التطاول على من أعطي مجد لبنان بطريرك الاستقلال الثاني وايقونة بكركي، على من كان خادمًا أمينًا لشعبه بتواضع ومحبة وحارسًا صلبًا وحكيمًا لسيادة الوطن، أسفاف بشارة الاسمر وصمة عار وسنتخذ كوزارة عمل الإجراءات التي يتيحها القانون في حقه".
كما غرّد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي عبر حسابه على تويتر قائلًا: "لأن لا حرية دون مسؤولية، ولأن المسؤول مسؤول أمام الذين يمثلهم وامام الناس، ولأن الرموز تختزن الهوية والمشاعر، ولأن بشارة الأسمر أهان ما يمثله الراحل الكبير غبطة أبينا البطريرك صفير في وجدان المسيحيين والشعب اللبناني، عليه الاعتذار والاستقالة وتحمّل مسؤولية كلامه أمام القضاء".
من جهته، دعا النائب ميشال ضاهر الأسمر إلى الاستقالة فورًا من منصبه، وكتب على صفحته على موقع "تويتر": "ما قاله رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر مستنكر ومرفوض ومدان، وهو يتنافى تمامًا مع أخلاقياتنا الإجتماعية والسياسة، ومع الحد الأدنى من أدبيات الحديث والخطاب تجاه شخصية استثنائية في تاريخ لبنان"، وأضاف "الاعتذار ليس كافيًا ازاء هذه الخطيئة، لا بد من استقالة بشارة الأسمر من منصبه فورًا او إقالته".
بدوره، قال النائب السابق أمل ابو زيد في تصريح: "لم نصدّق ما رأيناه وسمعناه على لسان الأسمر وكيف أن شخصًا ينتمي إلى جزين البلدة التي تفتخر بإبنها المثلث الرحمات البطريرك بولس المعوشي يسمح لنفسه بأن يتفوه بعبارات أقل ما يقال فيها أنها عديمة الأخلاق والأدب في حق أيقونة الكنيسة المارونية، إن أقل إجراء مطلوب من شخص يطلق مثل هذه الإهانات المستنكرة بحق كبير من لبنان كالبطريرك صفير هو ليس فقط الاعتذار الذي لا يلغي القباحة والخطيئة المميتة بل المبادرة إلى الاستقالة الفورية من مركزه الذي لا يستحقه اذا كانت لديه ذرة من الانتماء لطائفته وذرة من الكرامة الوطنية، ختامًا، إن منطقة جزين براء ممن يتطاولون على مقدساتنا الروحية والوطنية وممن يستهزئون بحرمة الموت وبالقيم الاخلاقية والاصالة التي تربينا عليها".
كذلك، ردّ رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض على الأسمر، فقال عبر "تويتر": "بشارة الأسمر لا يكفي الاعتذار وإن فعلت إعتذارك مردود وحتى الاستقالة من موقعك في الاتحادالعمالي العام لن تكون كافية ولن يكفيك أي حكم قضائي بحقك فالأخلاق واللياقة لا تباع ولا تشرى وأكتفي بقول: وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا"، وأضاف "كي لا تمر جريمة بشارة الأسمر التي إرتكبها في حق البطريرك مار نصرالله بطرس صفير على طريقة غداً يوم آخر وبدون عقاب، أجدني أتوجه لكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري كي يتخذوا مجتمعين قراراً عقابيا يساوي حجم جريمة المرتكب وفظاعتها"، وتابع "أتمنى على كل مواطن لبناني متى صادف بشارة الاسمر على الطريق أو في أي مكان عام أن يرمقه بنظرة إحتقار حتى يكون عقابه شعبيًا وليس فقط قضائيًا، كذلك حرمانه من دخول الكنيسة وإن فعل فليخرج المؤمنون منها وتركه وحيدًا ساعتئذ يتصرف به الله وعلى طريقته.. فيا بشارة الأسمر خطيئتك سترافقك على الدوام".
من ناحيته، أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب زياد الحواط أن ما قاله بشارة الأسمر عن بطريرك الإستقلال نصرالله صفير فيه اعتداء مباشر على شخصية وطنية يحترمها ويجلّها اللبنانيون وفيه وقوع في خطيئة لا تغتفر، وقال في تغريدة عبر "تويتر": "اللبنانيون مجروحون، الاعتذار لا يكفي، المطلوب منه فوراً التخلّي عن موقع المسؤولية في الإتحاد العمالي العام. مثله لا يؤتمنون على أي مسؤولية".
وأكد وزير العدل، ألبير سرحان، في تصريح له: "من المؤسف أن يتم التعرض بهذا الشكل المستنكر لقامة وطنية ودينية كبيرة كالبطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير، لاسيما وأنّه أصبح في دنيا الحق، والنائب العام التمييزي بالإنابة تحرّك وكلّف قسم المباحث الجنائية المركزية لمباشرة التحقيقات، ليبنى على الشيء مقتضاه".
كما غرد النائب فريد هيكل الخازن عبر تويتر قائلًا: "بشارة الأسمر قليل الأدب وعديم الأخلاق ومن حوله في الصورة أسوأ منه، أدعو القضاء الجزائي للتحرك وملاحقتهم نتيجة التطاول على مقام البطريرك مار نصرالله بطرس صفير".
أما مؤسسة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير فأصدرت بيانًا جاء فيه "بعدما أقدم رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر على التطاول بإسفاف وابتذال وبشكل مهين على أيقونة الكنيسة المارونية والرمز الوطني والتاريخي المثلث الرحمة غبطة ونيافة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير غداة وداعه في مأتم وطني جامع، تشجب المؤسسة وتدين بشدة ما صدر عن الأسمر، لاسيما وأنه ينتمي إلى الطائفة المارونية ويحتل منصبًا عامًا، وتعتبر أن ما تفوه به يتخطى الحد الأدنى من اللياقة والاحترام ويُشكّل سابقة مخزية لصاحبه أولًا، ويستدعي اتخاذ مواقف واضحة وحازمة على اكثر من صعيد.
إن مؤسسة البطريرك صفير، بما لها من صفة تمثيلية، ستعمد إلى اتخاذ حق الادعاء الشخصي على بشارة الأسمر لدى المراجع القضائية المختصة وستطلب إنزال العقوبة الأشد به، نظرًا لما يُشكّل كلامه من مس بشخص البطريرك الكبير الراحل وبالوطن والكنيسة والعائلة ومن تحريض وتعرض رخيص للمقدسات وانتهاك لحرمة الموت".
هذا ويعتذر موقع "لبنان الجديد" عن نشر ما جاء في الفيديو لاحتوائه على ألفاظ نابية".