اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة خلال ترؤسه رتبة جناز البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير أن "هذا الحضور الكبير يعزينا واتينا كلنا لندعي للبطريرك الكبير مار نصرالله بطرس صفير ايقونة هذا الكرسي البطريركي ومعنا كل ما من يشاركنا الاسى"، مشيراً إلى أنه "في مثل يوم امس من بداية مئة سنة وهو عيد سيدة الزروع زرع الله في تربة ريفون نصرالله صفير وحيدا على 5 شقيقات سبقه منه ثلاث الى بيت الرب فكان مثل حبة الخردل في الانجيل وكان راعيا صالحا على مصالح المسيح، راعي الرعاة العظيم وبخبرة السنوات الـ63 كان يعرف خرافه وهي تعرف صوته واليوم يزرعه الله شفيعاً في كنيسة السماء الممجدة التي لا تنتهي وهو عرف كيف يبني حياته على الاساس الثابت وهو الايمان المسيحي والتجرد والتواضع".
ولفت إلى انه "يوجد من بين الحاضرين كثيرون ممن تتلمذوا على يد البطريرك صفير ويشهدون لمقدرته العملية ونباهته فهو كان يقول كلمة الحق من دون مسايرة وتعرّف الى الكثيرين مما ولد لديه الفطنة والحذر"، مشيراً إلى أن "البطريرك صفير تعرف الى الناس والى السياسيين بتنوعهم وتبادلهم مما كان عنده نوعا من الفطنة وتولى رعاية الابرشيات وكان متفانيا وقام باعمال الدائرة البطريركية بصمت وكان يعطي دون ان يطلب شيئا لنفسه وكان يجد متسعا للكتابة فالف 3 كتب وترجم أخرى"، مضيفاً: "كان الساعد الايمن للبطريرك خريش مع المطران رولان ابو جودة فقاد الثلاثة عملية احتضان المهجرين وضحايا الحرب الاهلية وقادوا المقاومة الروحية والسياسية فاتيكانيا ودوليا ومحليا".
وأشار البطريرك الراعي إلى أنه "عندما انتخب بطريركا وهو لم يطلبها ولم يسع اليها بل اعطيت له مع مجد لبنان وكان على استعداد لحمل صليب لبنان"، لافتاً إلى أنه "بنى خدمته على اساس الصليب وكان مدركا ان عليه حملها وراح يعمل على اسقاط الحواجز النفسية واعادة بناء الدولة بالقضاء على الدويلات"، مضيفاً: "لبنان هو البلد الوحيد في المنطقة الذي تساوي فيه المسلم والمسيحي واليوم الكل يجمع ان وفاة صفير خسارة وطنية وهو بطريرك المصالحة الوطنية وهو المقاوم من دون سلاح وصمام امان للوطن وهو رجل الاصغاء يتكلم قليلا ثم يحزم الامر والموقف".
وأضاف: "الشهادة الناطقة الكبرى هي الوفود التي اتت للتعزية والصلاة منذ صباح الاحد والحشود التي وقفت على الطرقات لوداعه"، مشيراً إلى أن "الحزن الذي عاشه الشعب اللبناني ترجمته الحكومة في اعلان يوم امس حدادا وطنيا واليوم عطلة رسمية"، لافتاً إلى أن "البطريرك صفير كان قدوة في صبره وصمته وقوله : لن اكون الحلقة التي تنكسر ، هكذا كان واذ بالوطن ينجو والجميع عادوا للاتفاف حوله فانطبقت عليه الاية الانجيلية وفهمنا كلمة بولس الرسول بانه لو لم يقم المسيح لكان ايماننا باطلا، صفير ملء الفراغ السياسي وقاوم الوجود الغريب وكان صاحب شعار حرية سيادة استقلال".
وتابع البطريرك الراعي: "شاء صفير لقاء قرنة سهوان اطار جامع للقوى المسيحية المؤمنة بالوطن وصدى لصوته وكان على تنسيق مع القديس يوحنا بولس الثاني الذي تبنى قضية لبنان"، مشيراً إلى أنه "ظل شغله الشاغل شأن كنيسته المارونية والكنائس في لبنان والعالم العربي، فانشأ ابرشيات جديدة وقاد الاصلاح بتعيين اللجنة البطريركية وحل قضية الشراكة في الديمان ووادي قنوبين وانشأ الصندوق التعاضدي والمؤسسة اللبنانية للانتشار ومؤسسة البطريرك صفير في ريفون واعاد صفير الى الحياة الرهبانية في قنوبين ، واعاد فتح المعهد الحبري في روما ، قام بـ18 زيارة رعاوية خص فرنسا بـ4 منها والكرسي الرسولي كان يزوره اكثر من مرة في العام وفي عهده اعلنت قداسة قديسي الكنيسة المارونية الـ 5 ، اسس مع البطاركة مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك وشارك في مؤتمراته السنوية".
وأكد أنه "لا يمكن ان نغفل التعاون بين صفير والمطران رولان ابو جودة وحمل ماسي لبنان ،وكأن المسيح الاله الذي اشركهما شاء ان يشركهما في مجده فدعاهما خلال اسبوع واحد"، مشيراً إلى أن "البطريرك صفير اذا يغيب عنا فهو باق مرافق لنا بتشفعه لنا من السماء من قرب العرش الالهي ونرى اعماله المنشورة من عظات ورسائل ومذكرات والوزنات الخمس التي منحه اياه الله قد ثمرها باخلاص وهو يعيده باخلاه الى سيجه مضاعفة فيستحق ان يستقبله برحمته".