قال برايان هوك مسؤول ملف إيران في وزارة الخارجية الأمريكية أننا لا نريد أن نحكم على الشعب الإيراني بل نريد أن يحكمها 80 مليون إيراني.
وفي السياق ذاته قال وزير الخارجية الأمريكي بومبيو أننا لا نريد إسقاط النظام الإيراني بل نطلب منه أن يتحول إلى نظام طبيعي.
تحليل خطاب إدارة الرئيس ترامب يكشف لنا عن حقائق تخفت خلف السجالات على الاتفاق النووي أو بالأحرى المشروع النووي الإيراني بحيث يتضح لنا أن الخلاف بين إيران والولايات المتحدة ليس على المشروع النووي، بل إن هناك أكثر من ملف لا يمكن تجاهله.
إقرأ أيضًا: ايران لمحت برغبتها للتفاوض
ولهذا تؤكد إيران وبحق أن الولايات المتحدة تريد إسقاط النظام وليس التأكد من سلمية برنامجها النووي؛ حيث أن الإتفاق النووي يضمن بقاء برنامج إيران النووي سلميًا.
ولكن ما تبحث عنه ادارة ترامب هو دفع إيران إلى الانسحاب عن الاتفاق النووي أو اقدامها على عملية عسكرية مستفزة بحيث توفر ذريعة لضربها عسكريًا.
إن تصريحات برايان هوك بحد ذاتها تكشف عن نية الولايات المتحدة بتغيير النظام الإيراني، ذلك لأنه لا يتحدث عن اي بلد عربي كما يتحدث عن إيران أنه يريد أن يحكم على إيران ثمانين مليون مواطنًا إيرانيًا، فماذا عن المملكة السعودية والبحرين والكويت والإمارات وغيرهن؟ هل يحكم المملكة السعودية 25 مليون سعودي؟ ثم من أعطى حق تسييد الشعوب على مصائرهم وأداء دور سيد دول العالم للولايات المتحدة الأميركية؟
إن الشعب الإيراني يعرف أن الولايات المتحدة لا تريد إلا نهب ثرواتها أو حلبها وفق تصريحات الرئيس ترامب بحق المملكة السعودية.
إقرأ أيضًا: فخ تفجيرات الفجيرة للولايات المتحدة
الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان اصبحت مادة دسمة بيد الولايات المتحدة لابتزاز الدول المزعجة. واذا كانت الديمقراطية والحرية خيرا للشعب الإيراني، فلتبدأ الولايات المتحدة بتطبيقهما في دول صديقة لها. فحينذاك يحق لها أن تطالب بتطبيقهما في دول معادية لها.
بطبيعة الحال ان الشعب الإيراني ماض في طريقه إلى الديمقراطية وهو أدى دورا طليعيا في هذا المجال منذ اكثر من قرن عند ما أطلق الثورة الدستورية بداية القرن العشرين، وبالرغم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتضمن الكثير من الآليات الديمقراطية ما يميزها عن الأنظمة الملكية التي ترفض تداول السلطة والاحتكام الى صناديق الاقتراع، إلا أن الولايات المتحدة تتجاهل تلك الحقيقة كما تتجاهل أن هناك دولًا صديقة لها لا تطبق فيها أي من معايير الديمقراطية ولو شكليًا.
هل الصراع بين أميركا وإيران اصبحت الصراع على الديمقراطية أم أنها قصة ابتزاز اميركي لإيران؟