تتواصل الاتصالات واللقاءات بين القوى والحركات والشخصيات الاسلامية اللبنانية والفلسطينية من اجل البحث في التحديات والمستجدات الجارية في المنطقة وكيفية مواجهة هذه التحديات والبحث عن خطة عمل موحدة لمواجهة المرحلة المقبلة.
وقد عقدت خلال الايام القليلة الماضية سلسلة لقاءات بعيدا عن الاضواء بين عدد من الشخصيات الاسلامية اللبنانية والفلسطينية من اجل دراسة التطورات المختلفة ولا سيما التحضيرات الاميركية لاطلاق صفقة القرن والتهديدات الاميركية للجمهورية الاسلامية الايرانية واحتمال حصول حرب عسكرية بين ايران واميركا واستمرار الحصار الاميركي – العربي للقوى والحركات الاسلامية ووضع هذه الحركات على "لوائح الارهاب".
فما هي ابرز حصيلة هذه اللقاءات ؟ وهل سنكون في المرحلة المقبلة امام مشروع اسلامي موحد لمواجهة هذه التحديات؟ وما هي ابرز الافكار المتداولة لمواجهة الضغوط الاميركية – الاسرائيلية والتي تتلاقى مع بعض الضغوط من قبل الانظمة العربية؟
ابرز التحديات
بداية ما هي ابرز التحديات التي تواجهها المنطقة العربية والاسلامية حسب تقييم القوى والحركات والشخصيات الاسلامية؟
تقول مصادر اسلامية مطلعة على اجواء اللقاءات: تتفق القوى والحركات الاسلامية على ان ابرز التحديات واخطرها التي تواجهها المنطقة اليوم هي التحضيرات الاميركية – الاسرائيلية لاطلاق صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية ، ولقد بدأت ملامح هذه الصفقة بالبروز والتطبيق العملي من خلال الاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وضم الجولان المحتل والحديث عن السيطرة الكاملة على الضفة الغربية المحتلة والتطبيع العملي بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني، اضافة لما ينشر من معلومات تفصيلية حول هذه الصفقة التي تعتبر بالونات اختبار لمعرفة ردود الفعل وتحديد كيفية التعامل معها ومواجهة اية قوة مقاومة قد تقف في وجه هذه الصفقة .
وتتفق القوى والحركات الاسلامية حسب هذه المصادر على ان ما يجري من تصعيد اميركي ضد قوى المقاومة وبعض الدول العربية والاسلامية والضغوط التي تتعرض لها هذه الدول وخصوصا ايران وتركيا ، وتصعيد العقوبات المالية والاقتصادية ، ووضع بعض الحركات والقوى الاسلامية على لوائح الارهاب كحزب الله وحركة حماس والحرس الثوري الايراني والاخوان المسلمين ، كل ذلك يصب في اطار التحضير لاطلاق صفقة القرن ومن اجل التضييق على هذه القوى وشل عملها كي تكون عاجزة عن مواجهة هذه الصفقة بالتعاون مع بقية القوى الوطنية والقومية واليسارية.
مشروع عمل للمواجهة الشاملة
وفي مواجهة هذه التحديات والاجواء التصعيدية واستهداف القوى والحركات الاسلامية ، طرحت خلال اللقاءات التي عقدت بين عدد من الشخصيات الاسلامية عدة افكار واقتراحات من اجل بلورة مشروع اسلامي- قومي موحد للمواجهة.
فما هي ابرز هذه الافكار والاقتراحات التي تم تداولها؟ وكيف تقيّم هذه الشخصيات اداء قوى المقاومة في مواجهة صفقة القرن؟
تقول هذه المصادر: هناك العديد من الافكار والاقتراحات التي جرى البحث حولها ، وابرزها اعادة التواصل والحوار المباشر بين كل القوى والحركات الاسلامية وتجاوز المشكلات والصراعات والخلافات التي برزت خلال السنوات الاخيرة ، التأكيد على التعاون الثنائي بين تركيا وايران كونهما ابرز دولتين اقليميتين تواجهان الضغوط الاميركية ، الانفتاح على كل القوى القومية واليسارية في العالم العربي من اجل بلورة مشروع مشترك للمواجهة، الاستفادة من بعض القوى والمواقع الدولية لمواجهة الضغوط الاميركية – الاسرائيلية .
وتؤكد هذه المصادر : ان قوى المقاومة والقوى والحركات الاسلامية والجمهورية الاسلامية الايرانية قادرة اليوم على مواجهة اي تصعيد اميركي – اسرائيلي في المنطقة، وان ما جرى في قطاع غزة مؤخرا في مواجهة العدوان الصهيوني يؤكد قدرة المقاومة على مواجهة اي عدوان في المستقبل ، كما ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وحلفاءها قادرون على مواجهة اي عدوان اميركي محتمل في الخليج، مع ان الجميع يستبعد حصول حرب عسكرية مباشرة بين ايران واميركا ، لكن ذلك لا يمنع زيادة المناوشات والتصعيد في المرحلة المقبلة.
وفي الخلاصة فان القوى والحركات الاسلامية اصبحت اليوم اكثر وعيا لطبيعة المخاطر والتحديات الجديدة وهي تتجه نحو المزيد من الحوار والتعاون والتنسيق في المرحلة المقبلة في كافة الميادين ، مما يعني اننا سنكون في الايام المقبلة امام حرب ارادات واسعة تشمل كل المنطقة العربية والاسلامية ، وقوى المقاومة ستكون حاضرة لكل الاحتمالات.