لم تمنع الاعتصامات التي تضرب بيروت من حين إلى آخر وما ينتج منها من تعطيل لقطاعي الإنتاج والخدمات، الحكومة اللبنانية من إجراء الاتصالات بالدول الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة وروسيا لتجنيب لبنان تبعات أي مواجهة بين أميركا وإيران، وبخاصة في ظل مخاوف من احتمال طلب طهران من «حزب الله» فتح جبهة مع إسرائيل.
وتوقع مصدر حكومي لبناني لـ«الشرق الأوسط» أن يبحث قائد الجيش العماد جوزيف عون مع المسؤولين العسكريين الأميركيين الذين سيلتقيهم في واشنطن احتمال الصدام الأميركي - الإيراني واشتراك إسرائيل و«حزب الله» فيه، واستهداف الجيش اللبناني «الذي سيرد بدوره على الهجمات الإسرائيلية».
ورأى المصدر أنه «لا يمكن الاستخفاف بالتصعيد الكلامي لأنه يتزامن مع تحشيدات عسكرية من كلا الجانبين في مياه الخليج وأبعد من ذلك». ووصف الوضع السائد حتى الآن بأنه «مجرد عرض عضلات عسكري وإعلامي، لكن وقوع العمل الإرهابي في ميناء الفجيرة في دولة الإمارات صباح الأحد الماضي أدى إلى نشوء وضع جديد لا يمكن التعاطي معه بإطلاق أحكام سريعة؛ لأن التسرع يمكن أن يفجّر حرباً لا يمكن التكهن بمداها وبنتائجها التدميرية».