توفي الرجل الذي يبلغ 66 عامًا بعد فترة قصيرة من ظهوره التلفزيوني
لم تمرّ صورة سائق التاكسي حامد سليمان إبن بلدة عاصون الضنية، الذي لازمته عبوة الأوكسجين في سيّارته، مرور الكرام عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وذلك بعدما التقطت له إحدى الراكبات معه خلسة، صورة ولم تتردّد بنشرها عبر حسابها على الفيسبوك منذ حوالي الشهرين بعدما فوجيت باستمراره في العمل رغم وضعه الصحي الصعب... إذ رأينا في هذه اللقطة، قيمة المواطن اللبناني الفقير في بلده، وأعطانا هذا الرجل في الوقت نفسه، درسًا في الإعتماد على النفس وفي العمل والعزيمة والتفاني من أجل من نحبّ.
لكنّ القدر صاحب النهاية السوداء في أغلب الأحيان، لم يُمهل "أبو علي" كثيرًا الذي قرّر الكثيرون تقديم المساعدة له بعد ظهوره في أحد البرامج التلفزيونية، لا سيّما وأنّ لديه 3 أولاد تتراوح أعمارهم بين 8 و18 سنة من زواجه الثاني، و7 آخرين من زواجه الأوّل، بالإضافة إلى أنّه لم يكن لديه أي تغطية من الوزارة أو ضمان إجتماعي لمساعدته في تكاليف مرضه.
إقرأ أيضًا:" في بيروت: متجر خاص بالمحتاجين والتسوق فيه مجاني! "
وبعدما مدّت له يد العون من أجل راحته، وككلّ النهايات المأساوية لجميع "تعساء الدنيا"، توفّي الرجل الذي يبلغ 66 عامًا مؤخرًا بعدما أنهكته الحياة وهمومها، وبعد فترة قصيرة من ظهوره التلفزيوني، وبقت قصتّه المؤثرة محفورة في أذهاننا.
وكان الراحل يُعاني من تلف في الرئتين، حيث ساءت حالته مع مرور الأيّام ووصلت إلى استخدامه عبوة الأوكسجين على مدار اليوم، بعدما كان يستعملها لبضع ساعات فقط. ورغم مرضه هذا وتعبه الشديد، إلاّ أنه كان يصرّ على كسب لقمة عيشه من عرق جبينه من دون أن يمدّ يده أو يطلب العون من أحد، وفوجئت أسرته حينها بإنتشار صورته عبر السوشيل ميديا بهذه الكثافة حيث تعاطف معه الكثير من الناشطين.
وحرصت عدّة صفحات وحسابات على نعي "أبو علي" مساء أمس، معربين عن أسفهم برحيله بهذه الكلمات: "بتسليمٍ بقضاء الله وقدره
رحل أبو علي حامد " سائق التاكسي" وبقيت "قنينة الأوكسجين
إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون".