في تطور وصفته بالخطير، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة صباح أمس الأحد، أنّ "4 سفن شحن تجارية من عدة جنسيات تعرّضت لعمليات تخريبية في مياهها الإقليمية في خليج عمان، وبالقرب من إمارة الفجيرة (على بعد نحو 115 كلم من إيران)، من دون أن تحدّد طبيعة هذه الأعمال أو الجهة التي تقف خلفها".
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان نشرته وكالة "الأنباء الرسمية"، أن "الجهات المعنية بالدولة قامت باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، وجارٍ التحقيق حول ظروف الحادث، بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، وستقوم الجهات المعنية بالتحقيق برفع النتائج حين الانتهاء من إجراءاتها"، وذكر البيان أن "العمليات التخريبية لم تنتج عنها أي أضرار بشرية أو إصابات، كما لا يوجد أي تسرب لأي مواد ضارة أو وقود من هذه السفن"، وأكدت أن "العمل يسير في ميناء الفجيرة بشكل طبيعي ومن دون أي توقف، وأن الشائعات التي تحدثت عن وقوع الحادث داخل الميناء عارية عن الصحة ولا أساس لها، وأن الميناء مستمر في عملياته الكاملة بشكل روتيني"، وشددت على أن "تعريض السفن التجارية لأعمال تخريبية، وتهديد حياة طواقمها، يعتبر تطورًا خطيرًا، مؤكدة على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته لمنع أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، وهذا يعتبر تهديدًا للأمن والسلامة الدولية".
كما أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، اليوم الأثنين، أن "عملًا تخريبيًا، في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات، أمس استهدف ناقلتي نفط سعوديتين، تابعتين لشركة أرامكو"، لافتًا إلى "تضرر هيكلي السفينتين، من دون وقوع إصابات بشرية أو تسرب نفطي".
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية السعودية الأعمال التخريبية التي استهدفت صباح الأحد سفن شحن تجارية مدنية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة في خليج عمان، ونقلت وكالة "واس" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن "هذا العمل الإجرامي يشكل تهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، بما ينعكس سلباً على السلم والأمن الإقليمي والدولي"، وشدد على "تضامن المملكة العربية السعودية ووقوفها إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في جميع ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها ومصالحها".
في مقابل ذلك، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي، "أن الحادثة التي تعرضت لها 4 سفن قرب المياه الإقليمية للإمارات أنها مقلقة ومؤسفة"، كما "طالب بفتح تحقيق لكشف ملابساتها"، وقال في بيان له: "ما حدث لعدة سفن في بحر عمان يدعو إلى الأسف والقلق في نفس الوقت، ويشكل لنا إزعاجًا ونحن نطالب بفتح تحقيق في الحادثة".
إقرأ أيضًا: في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. لبنان في أي مركز؟
دوليًا، حذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت من "خطر اندلاع نزاع عن طريق الخطأ في الخليج مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وايران"، وقال: "نحن قلقون من خطر نزاع يندلع عن طريق الخطأ بسبب تصعيد غير مقصود من قبل كلا الطرفين، سنشارك هذه الأفكار مع شركائنا الأوروبيين ومع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي يزور بروكسل اليوم الاثنين".
أما عربيًا، فقد دان رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهد السلمي، بأشدّ العبارات "استهداف أربع سفن تجارية من جنسيّات عدّة بعمليّات تخريبيّة قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات، بالقرب من إمارة الفجيرة"، وركّز في بيان، على أنّ "استهداف السفن التجارية يُعدّ عملًا إرهابيًّا، وتهديدًا خطيرًا للأمن والسلم الدوليين، يستوجب التحرّك الفوري والحاسم من المجتمع الدولي لتأمين خطوط التجارة والملاحة الدولية، ومحاسبة منفّذي هذا العمل التخريبي الجبان"، وشدّد على أنّ "الهجوم الإرهابي الغادر باستهداف السفن التجارية واستهداف طواقمها يمثّل خرقًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، الّتي تنصّ على حرية حركة الملاحة فى الممرّات المائيّة الدوليّة، فضلًا عن تأثيره السلبي على حرية حركة التجارة الدولية"، وأكّد "وقوف البرلمان العربي التام مع الإمارات رئيسًا وحكومةً وشعبًا، في الحفاظ على أمنها واستقرارها، ومساندتها في كلّ ما تتّخذه من إجراءات لحماية أمنها وسلامة مواطنيها".
وأدانت وزارة الخارجية البحرينية بشدة الاعتداء على السفن، معتبرة أنه "عمل إجرامي خطير يهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية" وأكدت "تضامن مملكة البحرين ووقوفها التام مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها والحفاظ على مصالحها"، مشددة على "ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لضمان سلامة حركة الملاحة البحرية والتصدي لأي تهديد للأمن والسلم الدوليين".
كما أعربت وزارة الخارجية المصرية، عن "إدانتها بأشد العبارات للاعتداء"، وأدانت "كل ما من شأنه المساس بالأمن القومي الإماراتي وسلامة حدوده البرية والبحرية كافة"، وأكدت "تضامن مصر حكومة وشعبًا مع حكومة وشعب الإمارات الشقيقة في مواجهة التحديات كافة التي قد تواجهها، والتصدي لكل المحاولات لزعزعة استقرار دولة الإمارات الشقيقة"، وشدّدت على "العلاقات الخاصة والمتينة التي تربط البلدين، والعمل المشترك للتصدي للتهديدات كافة لأمنهما القومي، واتخاذ ما يلزم من إجراءات في سبيل حفظ أمن واستقرار دولة الإمارات وتحقيق رفاهية شعبها الكريم".
لبنانيًا، دان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، "أعمال التخريب الإرهابية الّتي تعرّضت لها بواخر ناقلة للنفط قبالة المياه الإقليمية للإمارات"، مشدّدًا على أنّها "تهديد خطير لسلامة الملاحة في أحد أهمّ المعابر المائيّة في العالم"، مؤكدًا أنّ "هذه الأعمال تهدّد استقرار الإقتصاد العالمي بواسطة أسواق النفط الدولية، إضافةً إلى كونها اعتداء مباشر على دول عربية شقيقة وعلى الأمن العربي المشترك"، وأضاف قائلًا "أنّنا نؤكّد تضامننا الكامل مع الإمارات ومع كلّ الدول الشقيقة في الخليج العربي".
والجدير ذكره هنا، أن "ميناء الفجيرة يقع خارج مضيق هرمز مباشرة، وهو من أكبر موانئ تزويد السفن بالوقود في العالم، والمضيق ممر مائي حيوي لعبور شحنات النفط والغاز للأسواق العالمية".
ويُذكر أيضًا، أن "إمارة الفجيرة هي إحدى الإمارات السبع التي تشكل دولة الإمارات، وتعتبر الإمارة الوحيدة التي تقع على الساحل الشرقي للبلاد، وتمتد على بحر عُمان مسافة 70 كليومترًا تقريبًا".