يقول رئيس لجنة الأمن القومي لمجلس الشورى الإسلامي الإيراني حشمت فلاحت بيشه ردا على طلب الرئيس الأميركي باتصال القيادة الإيرانية به: يجب علينا أن لا نورط البلد في ازمة يمكنا تجنيبها منه، مضيفا أن بإمكاننا أن نحدد شروطا مسبقة للتفاوض مع الولايات المتحدة.
وأكد فلاحت بيشه على أن الرئيس الأميركي ليس لديه استراتيجية عسكرية.
وختم بالقول: ان الدور السلبي لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات واسرائيل يترك تأثيره، في حين أن إيران والولايات المتحدة تتمكنان من احتواء التوتر في علاقاتهما.
يعتبر الرد الذي أدلى به رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية للبرلمان الإيراني أول رد إيجابي على الرئيس الأميركي الذي حاول تطمين قادة إيران بأنه لا يريد شن الحرب ضد بلادهم ولا إسقاط نظامهم وإنما يريد أن لا تمتلك إيران الأسلحة النووية.
وخصص ترامب رقما لاتصال الإيرانيين به ومرر البيت الأبيض رقمه لقادة إيران.
اقرا ايضا : إيران حائرة بين شروط ترامب وبومبيو
وبالرغم من أن الرئيس ترامب تنازل عن شروط 12 لوزير خارجيته بومبيو التي اعلنها الأخير قبل عام وفعلا كانت تلك الشروط تعجيزية، واكتفى بشرط واحد وهو عدم إنتاج إيران الأسلحة النووية إلا أن القيادة الإيرانية لم تكترث بطلبه.
هذا وأن الشرط الذي عرضه ترامب هو شرط حاصل ويفيد جميع تقارير 14 للمنظمة الدولية للطاقة الذرية ان إيران التزمت التزاما تاما بجميع تعهداتها التي تضمن عدم اتجاهها الى صنع الأسلحة النووية إلا أن القيادة الإيرانية تعتبر حتى اللحظة أن الدخول في التفاوض مع ترامب بعد انسحابه من الاتفاق النووي وإعادته العقوبات ضد إيران، هو بحد ذاته هزيمة لها حيث يسبق هكذا تفاوض فرض اقسى العقوبات الممكنة ضد إيران، وان قبول إيران بالتفاوض مع ترامب يعطي رسالة خاطئة إلى الطرف الآخر.
كما ان ترامب بطبيعته الاستعراضية والمسرحية سيستغل اي تنازل إيراني في الانتخابات الرئاسية فضلا عن ان نتائج اي مفاوضات جديدة مع ترامب ليست واضحة. ولهذا لا ترغب إيران في التفاوض مع من خرق الاتفاق النووي واثبت عدم قابليته للثقة.
وبالرغم من الانطباع السلبي لدى القيادة الإيرانية الا أن هناك وجهة نظر مختلفة لدى نواب وسياسيين يرون بأن إيران ستتمكن من تجاوز ازمتها مع ترامب عبر الجلوس معه على طاولة الحوار والقبول بإدخال تعديلات جزئية في نص الاتفاق النووي ترضي الرئيس الأميركي وتنقذ إيران من هذه الأزمة.
يبدو ان هذا الاتجاه يعلي صوته وربما يتمكن من إقناع المرشد الأعلى على إبداء مرونة من جديد تجاه الشيطان الأكبر.
هل يقبل ترامب بشروط مسبقة جديدة بعد ما تنازل هو عن شروط وزير خارجيته التعجيزية؟