اشار عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي الى وضع لبنان الدقيق، معتبرا "ان السبيل الوحيد للخروج منه هو البدء باصلاحات في بنية الدولة وادارتها وادارة المال العام من دون انتظار طلب المجموعة الدولية بالقيام بهذه الاصلاحات لان المصلحة الوطنية شأن لبناني ويجب تنفيذها بمبادرة لبنانية وليس استجابة لطلب المانحين.
وشدد بوعاصي في مقابلة مع "راديو كندا الدولي" على هامش زيارته الى كندا، على "ضرورة وضع خطة اقتصادية واضحة في لبنان للنهوض بالبلد وموازنة تستجيب لها"، قائلا: "الخطة الشاملة اولا وتأتي الموازنة انعكاسا لها وليس العكس. نتكلم عن 11 مليار دولار من "سيدر" في 7 او 8 سنوات وهذا رقم كبير وسيشكل دينا كبيرا على لبنان ولكنه ليس رقما هائلا مقارنة بحاجات لبنان وما تراكم عليه من نقص في البنى التحتية والاتصالات والنفايات والكهرباء والطرقات. لذا لا اتوقع ان يكون "سيدر" معجزة للاقتصاد اللبناني، فالمعجزة تبدأ عندما نضع خطة متكاملة لادارة الشأن اللبناني في تفاصيله كافة وموازنة تنطبق على ذلك".
وشدد على "ان لبنان لا يستطيع ان يتحمل ضغط 30% اضافة على عدد سكانه مهما اختلفت جنسيتهم، ما يعرض لبنان لازمة فعلية ومستدامة لا بد ان يخرج منها ليؤمن مصلحته الوطنية العليا"، مضيفا "حين كنت مسؤولا عن ملف النازحين رددت لاكثر من مرة ان هناك حدين يجب احترامهما في هذه الازمة، الاول: الجانب الانساني فهذا الموضوع لا بد من احترامه والتعامل معه بانسانية، والحد الثاني المصلحة اللبنانية العليا ومصلحة النازحين الذين يعتبرون ضحايا الحرب والاضطهاد وعدم سعي النظام السوري لاعادتهم الى بلادهم". ورأى "ان النظام السوري مرتاح لخروج ابنائه الى لبنان، الاردن، العراق والبلدان الاخرى"، موضحا "ان الكلام الايجابي شيء والخطوات العملية شيء آخر"، مؤكدا "ان لبنان ليس بصدد مقايضة عودة النازحين بالدعم المالي الذي يصل الى لبنان، فالجزء الاكبر من هذا الدعم مخصص لمساعدة النازحين والجزء الضئيل يذهب لحاجات لبنان"، شارحا "ان مليار دولار يذهب سنويا لدعم النازحين في وقت تخصص 100 مليون دولار للبنان".
وركز بو عاصي على "ضرورة ان يستمر المجتمع الدولي بدعم لبنان ماديا وبدعم الموقف اللبناني بضرورة عودة النازحين باسرع وقت فهذا الحل المنطقي الوحيد لبنان وللنازحين".