جاء على لسان العرب بأنَّ السلاَّح الكثير السلح، وفي لسان العرب وصفٌ لطائر الحُبارى ـ هو نوع من أنواع الصقور، يوجد 32 نوعاً منها، ويعيش عبر الأف الكيلومترات، تأكل نباتات وحيوانات حتى القوارض والسحالي الصغيرة ـ هذا الصقر أو هذا الطائر يتقي من يسطو عليه بسلحِهِ ـ برازه ـ لأنه يبني عشه في أعالي رؤوس الأشجار، بحيث لو أراد أحدٌ أن يتسلَّق إليه فيسلح عليه فيصيب وجهه، فحينها ينشغل بنفسه ويتركه ويكف عنه.. أظن وليس كل الظن إثماً، بأنَّ السلطة اللبنانية جادة برفع شعاراتها الرنانة التي يرفعونها، وخصوصاً في معاركها الإنتخابية التي هي أوضح دليل عن الإستهتار السياسي والديني والعقائدي التي يفتقر بالحد الأدنى إلى مصداقية، اليوم الكل يرفع شعار محاربة الفساد، من رأس الهرم إلى أخمص قدم، هذا الشعار بحد ذاته مخادع من الأساس، وهو إعترافٌ واضح لا لبس فيه، بأن اللبنانيين بكل عنترياتهم وذكائهم الخارق الحارق المتفجِّر والعابر لكل القارات، ينتسبون إلى مزارع يسوسها رعيانٌ محنكون، همهم أكل كل شيء حتى صغار القوارض، ملىء البطون وتكديس خزائنهم وحساباتهم ضمن معادلات شيطانية عجيبة وغريبة لا يدركها إلا رب السماء، ومن أراد أن يدركها، سيصيبه ما أصابه من سلح الطائر الغريب، والغرابة هو أمر هذا الشعب كيف يرضى بسلح حاكميه، وهو بكامل اختياره وكامل وعيه وادراكه بالتوجه إلى إنتخابهم وبالفداء بدمه ليختار سلاحيه وجلاديه.
إقرأ أيضًا: موسى الصدر: لماذا خاف من غضب المحرومين..؟
هؤلاء السلاَّحون يتصرفون بالبلاد والعباد وكأنهم وهم كذلك، ملكية شخصية لهم ولأحزابهم وطوائفهم، هذا هو الإقطاع بعينه، ومن أراد أن يتشدَّق بالنظام الديمقراطي للأقل أن يكون نموذجاً طيباً يوحي إلى ناخبيه وإلى محبيه وإلى كل مواطنيه بالثقة والإطمئنان، وهنا استغل وانتهز الفرصة ـ قبل أن يأتي علينا الطائر السلاَّح ـ نتساءل ولو لمرة واحدة، هل هذه الطغمة الفاسدة التي أوكلنا إليها مصيرنا ومصير مستقبلنا ومستقبل أبناءنا، تستحق أن تبقى متسلقة في أعالي الشجر، هذا البلد وهذا الشعب ـ المسلوح عليه ـ يستغيث لإنقاذه من جلاديه وسلاَّحيه، فهل يقوم هذا الشعب بواجبه الديني والأخلاقي والوطني، لينقذ بلده من أولئك الساسة الذين يتربعون في أعالي قصورهم، ليخلص وطنه من ويلات وبلاوي حاكميهم، أم سيبقى ينتظر السلح.... لربما ومن يدري..؟؟