أشار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال رعايته حفل الافطار السنوي ل "مؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية" التابعة لـ "دار الفتوى"، إلى ان "البلادة تعيش في أزمة اقتصادية ومالية، ويسود فيها جو من القلق والخوف على الأمن الاجتماعي، والأمان الحياتي والمعيشي، ينعكس سلبا على حياة اللبنانيين قاطبة، وعلى مستقبل أبنائهم. ويزيد الأمر سوءا التصريحات والمواقف السياسية المتشنجة والمتبادلة، التي لا توحي بالأمان، ولا تطمئن اللبنانيين على غدهم أو تفتح أمامهم أبواب الأمل والرجاء، وكل فريق سياسي يتنصل من المسؤولية، ويجهد في تحميل المسؤولية إلى الآخر. ونحن نقول للجميع، كلنا مسؤول، فعندما يتعرض الوطن إلى مخاطر اقتصادية أو مالية أو سياسية، يصبح الكل مسؤولا، ومطلوب من الجميع أن يبادر إلى الإنقاذ، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة، لإخراج البلاد من أزماتها، ولا عذر، وحل هذه الأزمة، يحتاج إلى مشاركة الجميع، وكل القوى السياسية والفاعليات الاقتصادية والمالية، والطاقات الإنتاجية، بما يحمي البلاد، ويحفز النمو، ويفتح أبواب العمل، ويقضي على البطالة، ويحقق الاستقرار المالي والاقتصادي، والأمان الاجتماعي والمعيشي، بحيث يحرص أولي الأمر ومن في يدهم القرار، على ألا تأتي الحلول على حساب الطبقة المتوسطة والفقيرة، فلم يعد لدى هذه الطبقة القدرة على مواجهة صعوبات الحياة ومآسيها، ولنحفظ لها، على الأقل، كرامة العيش، ولنعمل جميعا من أجل الخير العام، وصون كرامة المواطنين، والكرامة الإنسانية، لأن الكرامة الإنسانية هي من كرامة الوطن، ونحن من جهتنا، سنكون داعمين ومؤازرين لكل خطوة ومبادرة تتخذها الحكومة، ورئيسها، ولكل حل يكون الهدف منه إنقاذ البلاد من أزماتها، وتحقيق المصلحة العامة، والخير العام".
وأكد ان "آمال اللبنانيين ما زالت معقودة ومعلقة على حكمة القيادات السياسية وتعقلها ووطنيتها، تأكيدا لمفهوم التكافل والتضامن الوطني، لكي تتعاون وتتفاهم مع بعضها، وتترفع عن المصالح الشخصية والفئوية والحزبية، وتفكر في المصلحة العامة، وتولي الناس اهتماماتها. فلقد عانى الناس كثيرا، وتألموا كثيرا، وتحملوا كثيرا، وصبروا كثيرا، ولم يعد في وسعهم أن يصبروا أكثر، وهم يستحقون منكم أن تفكروا فيهم، أن تفكروا بأسرهم، وتحرروهم من معاناتهم، وتحلوا مشاكلهم، وهي كثيرة، وتطمئنوهم على أمنهم وحياتهم ومستقبل أولادهم، وتصونوا كراماتهم، وتبدأوا بزخم وقوة، في الشروع بعملية الإنقاذ، متكاتفين متضامنين، ليعود لبنان وطن حرية وأمن وأمان، ووطن سلام، ووطن رفاهية ووئام، فهل هذا الأمر شاق عليكم، أن تعملوا من أجل الناس، وأنتم مكلفون، والسلطة بين أيديكم هي تكليف لا تشريف، ومسؤولية وأمانة، لا جاها ولا استعلاء، واللبنانيون يستحقون؟".